شاءت إرادة الله عز وجل أن تَظهَرَ لأُسرة آل مشيط بشكلٍ خاص, ولقبائل شهران بشكلٍ عام مقدار الفراغ الذي سيُترك بعد وفاة شيخ شمل قبائل شهران الشيخ حسين بن سعيد آل مشيط. فحينما يرحل إنسانٌ عزيزٌ عليك فإنك تحزن. فما بالك برحيل إنسانٍ عزيزٍ على جماعة كبيرة من الناس. لذا.. فبوفاة الشيخ حسين بن سعيد آل مشيط «رحمه الله» لم تفقده أسرته فحسب!. بل إن الوطن سيفقد الشيخ حسين بن سعيد آل مشيط «رحمه الله». لماذا؟. لأن الشيخ حسين بن سعيد آل مشيط «رحمه الله» يتسم بمواصفات المواطن الصالح, من: محافظته على إرضاء ربه عز وجل بفعل الأعمال الصالحة, وطاعته لولاة أمرنا حفظهم الله, وحُسن تربيته لأبنائه وبناته, وإخلاصه في عمله, وسعيه لإصلاح ذات البين وعِتق الرقاب, وحرصه على إخماد فتيل المشكلات بين القبائل, ومناداته بالتسامح والعفو بين عموم الناس, وحُسن إكرامه للضيف, وحبه لمساعدة المساكين. ومما قد لا يعرفه الناس بأنه قبل وفاته «رحمه الله» خرج من بيته في كامل زينته, ليس من أجل مقابلة شخصية مهمة, بل من أجل مقابلة رب العباد في أداء صلاة العشاء والتراويح معاً في المسجد. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا يا رسول الله كيف يستعمله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (يوفقه لعمل صالحٍ قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي. فلعل وفاته في هذه الأيام الفضيلة من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك تكون رحمة ومغفرة له. ولعل كثرة الناس المُصلين على جنازة الشيخ حسين بن سعيد آل مشيط «رحمه الله» في جامع الملك فهد بمحافظة خميس مشيط, وكثرة الحاضرين لدفنه بالمقبرة, وكثرة المعزين في وفاته والدعاء له لأكبر دليل على مدى حب الناس له. فلك منا يا «أبا مساعد» أصدق الدعوات بأن يتغمدك الرحمن برحمته, وأن يَمُن عليك الغفار بمغفرة منه، وأن ينجيك اللطيف من نار جهنم, وأن يجمعك القدير بمن تحب ويحبونك مع المصطفى صلى الله عليه وسلم في جنات الخُلد. ختاماً.. صحيح بأن الشيخ حسين بن سعيد آل مشيط قد توفي, إلا أنَّه قد ترك فيمن يعرفه أثراً طيباً, فالشجرة الطيبة لا ينتج عنها إلا ثماراً طيبة.