أوصى مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين بالسير على منهج الرسول في العبادة لأنه طريق النجاة للعبد في أموره كلها، فتوفيق الله من أنعم النعم على العبد، ومن علامات التوفيق أن يظهر عليه المسارعة إلى الطاعات والأعمال الصالحة. قال الله تعالى «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، قالوا كيف يستعمله، قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت». وسئل صلى الله عليه وسلم: «أي الناس خير، قال من طال عمره وحسن عمله». وقال في خطبة الجمعة من جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض إن من علامات توفيق الله للعبد أن يوفقه في أقواله وأعماله فيكون صادقاً مع الله ظاهراً وباطناً، وإذا كان يريد الإصلاح وفقه الله للإصلاح، ومن توفيق الله للعبد أن يمن عليه بالإخلاص في دين الله فيعبد الله على بصيرة؛ فإن العمل عند الله مقرون بشرطين: أن يكون خالصاً لله وأن يكون عملاً على ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى «فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً». وأضاف المفتي قائلاً: من توفيق الله أن يمن عليه بالدعوة إلى الخير فيكون داعياً إلى الله، يقول صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً»، ومن علامات توفيق الله أن يمن عليه بالتوبة النصوح فإن التوبة من نعم الله، وهي إقلاع العبد عن الذنب والندم على ما مضى والعزم الصادق على أن لا يعود، مستشهداً بقوله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعَاً أَيُّهاَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، وقوله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحَاً»، وقوله «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ». وأوضح أن الإقلاع عن الذنب والندم على ما مضى من علامات توفيق الله، ومن علامات توفيق الله أن يمن عليه بالتوفيق بالإصلاح بين الناس وقضاء حوائجهم، حيث جاء في حديث أن «رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟، فقال رسول الله: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد (يعني مسجد المدينة) شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل». وأفاد أن من علامات توفيق الله أيضاً تعلم القرآن وتعليمه والدعوة إلى ذلك، قال صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، ومن علامات التوفيق أن يمن الله عليه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن هذا خلق محمدي «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر». وأشار إلى أن من توفيق الله للعبد أن يمن عليه بالأخلاق والتعامل مع الناس بالعمل الطيب بصدق وأداء الأمانة وعدم الغش والخداع والكذب فيكون واضحاً في التعامل مع الآخرين، ومن توفيق الله أن يمن عليك بترك ما لا يعنيك والانشغال بما ينفعك، يقول صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».