العائق الأول: الاعتقاد بأن حاضرنا التعيس سببه ماض كئيب باق وهذا الارتباط المخيف بالماضي يعطل الحياة ويضعف القدرات وينسف الفرص ويجعل من الحياة رواية فصولها لا تنتهي وآثارها لا تزول، وهؤلاء ولو أمطرت السحائب وأزهرت الورود وتعطرت الأجواء وغنت البلابل فخيارهم هو الشقاء لأنهم يرونه مرتبط بذكريات وأحداث لا يمكن التصرف حيالها بشيء وهذا صحيح من جانب كوننا لا نستطيع مد اليد للماضي والتعديل في أحداثه ولكن الخطأ يكمن في ديمومة الإفرازات وسجن النفس في آسرها وماذا يعني أن أباك قد جانبه الصواب في أسلوب التربية وماذا يعني عدم دراستك لتخصص تحبه وماذا يعني خسارة مالية، هل تتوقف الحياة بعدها؟ مهارة متقدمة لتفكيك الفرح واضعاف النفس. العائق الثاني: الاتكاء على الأحداث وربط السعادة بها ولا شك أن للبيئة والعوامل المحيطة بكل تفاصيلها دور، اثر على مستوى السعادة لكن البيئة والظروف لا تصنعان السعادة والدليل على هذا واضح بين جلي فهناك الآلاف ممن ملك المال والوظيفة والقصور والجاه ومع هذا فهم في شقاء لا يعلمه إلا الله والعكس صحيح، السعادة تصنع في عقلك وتظل اختيار لك وتأكد أنه لن يتغير شيء في حياتك ولن تنال من السعادة حظا، إلا عندما تغير أفكارك! العائق الثالث: الاستسلام للأزمات والهروب منها واجه مشكالك وحاصر أزماتك وأنه خلافاتك ولا تهرب منها فتضخم المشكلات وتجذر الأزمات لاشك أن منغص للسعادة وجالب للهم، فلا تدع كرة الثلج تكبر وتتضخم ولا تترك المرجل يغلي ويعمل فيك فتتقلص سعادتك ويتعاظم غيظك العائق الرابع: التورط في معارك دنيئة مع الحمقى، تنزه عن المعارك الخسيسة وترفع عن منازلة الحمقى وتسام عن الوقوف عند كل محطة، تجنب استيراد المشاكل لحياتك عن طريق الانخراط في نزاعات وغزوات لا ناقة لك ولا مجال، فمن التعاسة أن يكون طبع الإنسان صنع المشاكل والتحرش بالآخرين واستعدائهم، فمن السعادة ألا تورط نفسك في المشاكل وراقب تصرفاتك وراجع سلوكياتك ولا تقدم على أمر إلا بعد تأمل. العائق الخامس: أن تنصب نفسك مديرا للكرة الأرضية وقيما على مشاكل بني آدم وصدرا حنونا يضم كل من يعاني ويقاسي، تسهر بدلا عنهم وتبكي نيابة منهم، لن يسعفك وقت ولا جهد ولا طاقة ولا مشاعر أن تتقمص هذا الدور، بل ستجد نفسك في حالة توتر دائم وانزعاج مستمر سينال من صحتك ومن همتك ومن وقتك ومن أولوياتك ومن مشاريعك فهموم البشر لا حد لها، اعمل الخير ما أمكنك ولكن لا تصهر نفسك وتفتت أعصابك