مع كل حادث إجرامي يقع في بلادنا - حرسها الله- يتضح مدى حقد وكراهية وضلال وزيف هذه الفئة الباغية على الحق والعدل، ومن يقف خلفها ويدعمها، إلا أن ما حدث في المدينةالمنورة ليلة الثلاثين من رمضان، وقرب المسجد النبوي الشريف، وقبر الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، والمسلمون يستعدون لقضاء آخر ليالي الشهر الكريم.. أسقط ما بقي من (الأقنعة الزائفة) التي يتستر خلفها أصحاب هذا الفكر من الخوارج، وباتت الأمور أوضح من عين الشمس أن (داعش) وأعوانها هم أعداء الدين الإسلامي، والإنسانية، بأفعالهم وجرائمهم المُخزية التي لم تراع حرمة مكان ولا زمان، ولا جوار لخير البشر، لتريق الدماء المعصومة في أطهر البقاع ؟! استهداف الحرم النبوي الشريف عمل (جبان وخسيس)، فضح نوايا داعش السيئة، وكشف أهدافها الحقيقية في محاربة الإسلام والمسلمين، وأنها صنيعة قوى الشر، وأعداء الدين من داعمي الإرهاب ومُصدريه، الذين يغذون هذا الفكر ويستهدفون الآمنين! هذه الحادثة يجب أن توقظ قلوب الشباب المُغرَّر بهم من كل الجنسيات، ليكتشفوا النوايا الحقيقية لهذه التنظيمات الإرهابية، التي تسلب إرادتهم، وتجعلهم يتحركون برغبات وأهواء غيرهم، فماذا بعد قتل الأم؟ ومحاولة قتل الأب والأخ؟ وهم أقرب الناس إلينا؟ وماذا بعد استهداف المساجد؟ ومحاولة تفجير الحرم النبوي ومقدسات المسلمين؟ واستهداف مسجده صلى الله عليه وسلم؟ ومنبره؟ وقبره؟ ماذا بعد انتهاك حرمة آخر ليالي (رمضان)؟ والترصد للأبرياء من المسلمين والمصلين الآمنين في ثاني الحرمين الشريفين..؟! المسألة يجب أن تُحسم عند أصحاب المواقف الرمادية، والصامتين، ليحدّدوا موقفهم بكل شجاعة و صراحة ووضوح؟ فسلامة الدين، وأمن الوطن ومقدساته لا تحتمل أن نقف متفرجين ونكتفي بالصمت، بل يجب أن نجهر بأصواتنا كل في مكانه، ونتفقد أحوال أبنائنا، لنكون الحاجز الأول (المتين والصامد) الذي يصعب اختراقه..؟! علينا أن نرفض ونحذر من هذا الفكر، بتكاتفنا وتعاوننا مع رجال أمننا الذين قدموا حياتهم فداء لهذا الوطن ومقدساته..!. للحديث بقية. وعلى دروب الخير نلتقي.