أي فكر وأي عقل لهؤلاء الأشرار الذين يستهدفون بيوت الله في بلد الحرمين الشريفين، بلد الأمن والأمان، أي دين يأمرك بتفجير نفسك في بيت من بيوت الله وقتل المصلين والأنفس البريئة في الحرم المدني واستهداف المصلين فيه في يوم التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك. أي دين يأمرك أن تقتل نفسك وتقتل الأبرياء، بل إن جميع الأديان السماوية لا تقر هذا الفعل الشنيع الخسيس، ولا يقره عقل ولا حتى من ينتسب للإنسانية يبيح القتل للنفس التي حرم الله، وقتل المسلمين في دور العبادة، وقتل الوالدين والأقربين الذين أمرنا الله جل وعلا ببرهما، وكما أمرنا بذلك نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم بطاعتهما والعطف عليهما ورعايتهما، ونزلت في ذلك آيات كثيرة، ووردت أيضا أحاديث نبوية تحث على ذلك، يا له من جرم عظيم لم يراعوا حرمة المكان ولا الزمان، تفجير وقت الإفطار في شهر عظيم شهر رمضان وفي بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرب قبره، وقتل رجال بذلوا أنفسهم للحفاظ على الحرم والمصلين فيه والمعتمرين وزائري مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد روى البخاري ومسلم عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المدينة حرمٌ ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو آوى مُحدثا، فعليه لعنةُ الله والملائكة والنّاس أجمعين، لا يقبلُ الله منهُ يوم القيامة صرفًا، ولا عدلًا)، عذراً مأرز الإيمان لا يجوز استباحة الحرم. من لم ينكر هذا الفعل ويجرمه فإنه بعيد كل البعد عن الإسلام، وما أولئك إلا أدوات استخدمت من قبل استخبارات دول إرهابية وعلى رأسها إسرائيل وإيران اللتين لم تقوم تلك الفئة الضالة بأي عمل إرهابي فيهما. مسؤولية كبيرة على كافة الشعب السعودي النبيل في مواجهة هذا الإرهاب، كل فرد في هذا الشعب السعودي وكل مقيم أو زائر لبلد الحرمين يجب أن يكون رجل أمن، كل صاحب قلم وأي وسيلة إعلامية مقروءة أو مكتوبة أو مشاهدة عليه مواجهة هذا الفكر العقيم، كل الجامعات والمدارس وأئمة المساجد والخطباء عليهم دور كبير. حفظ الله بلد الحرمين والحرمين الشريفين والأماكن المقدسة من عبث العابثين ومن كيد الكائدين، وجعل كيدهم في نحورهم، وكفى الله المسلمين شرورهم، وحفظ الله لهذا البلد قائده خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده، وولي ولي العهد، وأدام الله الأمن والأمان في بلدنا وجميع بلاد المسلمين.