أكَّد مستثمرون في قطاع المواد الغذائية والتجزئة، استقرار أسعار الخضراوات والفواكه خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك، مشيرين إلى الوفرة الكبيرة في المنتجات المحلية والمستوردة التي أدت إلى تراجع الشكاوى من ارتفاع الأسعار في أغلب مناطق المملكة. وقلل أحد مستوردي الخضراوات والفاكهة ويدعى سيف الله محمد عبدالله شربتلي، من المخاوف التي تنتاب المستهلكين من ارتفاع الأسعار خلال أيام الأعياد وشهور الصيف، قائلاً: جميع أنواع الخضراوات والفواكه متوفرة بكميات كبيرة في الأسواق السعودية، وتم تأمينها بشحنات كبيرة على مدار الشهور الماضية، الأمر الذي أسهم في استقرار الأسعار ومنع وجود أي تقلبات. وأضاف: شهدت الأسعار ارتفاعًا طفيفًا مع بداية شهر رمضان بسبب ارتفاع حجم الطلب وإقامة الولائم التي تحتاج ضمن مكوناتها إلى الخضراوات والفواكه، ولكن سرعان ما عادت الأسعار إلى وضعها الطبيعي على مدار الأيام الماضية، بدليل أن أسعار الطماطم التي تعتبر المكون الرئيس لجميع الموائد السعودية لم تتجاوز 4 ريالات للكيلو في أغلب المتاجر والمراكز التجارية. وقدر شربتلي، حجم استهلاك الخضراوات والفواكه بأنواعها خلال شهر رمضان بحوالي 400 مليون ريال تقريبًا، وقال: إن حركة البيع نشطت بشكل كبير خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، ولكن سرعان ما هدأ إيقاعها بعد ذلك وهذا ينطبق على جميع السلع والمنتجات في السوق، مستغربًا قيام البعض بشراء ما يزيد عن حاجته الاستهلاكية، موضحًا بأن ذلك يؤدي إلى تكدس في البيوت والثلاجات ومن ثم اتلافها بعد ذلك مع مرور الوقت. ولفت إلى أن السوق السعودي يتسم بتنوع مصادر الاستيراد إضافة إلى الإنتاج المحلي، مما يجعلها في مأمن من التقلبات السريعة والتأثر بما يحدث في الدول المجاورة، مؤكدًا أن المملكة تستورد من 40 دولة حول العالم أبرزها جنوب إفريقيا، مصر، شيلي، الفلبين، لبنان، الهند، باكستان، فرنسا، والولايات الأمريكية. وأشار إلى أن سوق الفاكهة يتميز بتنوع المنتج حيث إن هناك ما يربو على 200 صنف، يشكل الموز والتفاح والبرتقال رأس القائمة باستحواذهم على حوالي 40 في المائة من حجم سوق الفاكهة، فيما يبلغ معدل النمو للسوق حوالي 5 في المائة سنويًا، وهناك مواسم يزداد فيها الطلب مثل شهر رمضان المبارك حيث يرتفع بمقدار 35 في المائة عن باقي العام. ودعا شربتلي إلى نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك في حياتنا اليومية، متطلعًا إلى فكر (المستهلك الرشيد) الذي يشتري قدر حاجته فقط. من جانبة، قال رجل الأعمال عبدالكريم منشي، إن السوق في إطارها العام هادئة «ولله الحمد» حيث العرض أكثر من الطلب، موضحًا أن الأسعار متفاوتة حسب العرض والطلب، خاصة أن سوق الخضار والفاكهة يشهد يوميًا حركة مختلفة، وهناك تنزيلات على كافة السلع بشكل مستمر بالرغم من اختلاف الأسعار من وقت لآخر، ولكن هناك حركة يومية أسهمت في ارتفاع بعض السلع. وفي جولة «الجزيرة»، أبدي عدد من المواطنين والمقيمين خلال وجودهم في سوق الخضار بجدة، ملاحظات حول ارتفاع أسعار بعض السلع وثبات وانخفاض البعض الآخر خاصة الأقل شهرة، مشيرين إلى أن أفضل ما في السلع الرمضانية هو كثرة البدائل مما يوجد حالة من التنافس السعري بما يعزز بقاء تلك الأسعار عند هوامش مقبولة بين سوق وآخر، إضافة إلى توفر عديد من المنتجات المصنعة محليًا التي تنافس في جودتها المنتجات المستوردة. وقال المواطن محمد حسين، إنه لاحظ ارتفاع أسعار الطمام والبصل «الكيس الكبير» التي تعتبر من العناصر الأساسية للوجبات الرمضانية، فيما قال طاهر الجيزاني، إن الوضع اليومي لسوق الخضار يختلف عن أي منتجات أخرى نظرًا لكثرة الطلب، حيث لوحظ توفر كبير للمنتجات مع تفاوت طفيف في أسعارها من مكان إلى آخر. وقد تصدرت الطماطم، قائمة السلع صاحبة الزيادة في الأسعار لترتفع إلى 6 ريالات للكيلو من 3 ريالات، إِذ وصل سعر الصندوق «حجم صغير» إلى 25 ريالاً بدلاً من 15 ريالاً والخيار 20 ريالاً والباذنجان الأسود والبطاطس والفاصوليا والجزر والفلفل الأخضر والكوسة مشكل 15 ريالاً للكيلو الواحد. أما الباميا فوصلت قيمة الكيلو إلى 45 ريالاً بدلاً من 30 ريالا، وكرتون الليمون يباع ب«30» ريالاً بدلاً من 22ريالاً، بينما تفاوتت أسعار الفواكه بين الثبات والارتفاع، حيث وصلت نسبة الزيادة في الكرتون الواحد من التفاح والبرتقال والموز والعنب والكمثرى 15 بالمائة. ووصلت أسعار المانجو إلى 35 ريالاً بسعر الجملة بدلاً من 23 ريالاً، بينما كانت تباع قبل أسبوع بسعر يتراوح بين 20 و30 ريالاً، وحاليًا وصلت أسعارها ما بين 35 و45 ريالاً للكرتون الواحد.