شهدت أسعار الخضراوات والفواكه في العديد من مناطق المملكة تباينات كبيرة في الأسعار نتيجة ائتلاف 4 أسباب جاءت في توقيت واحد منها ما هو متعلق بالمناخ، وآخر طارئ، وثالث يرتبط بالمستجدات التي تشهدها الساحة في بعض دول المنطقة المعروفة بإنتاجها الزراعي، والأخير رفع الأسعار نتيجة ضعف الرقابة. وبالرغم من تقارب أسعار بعض المنتجات إلا أن هناك تفاوتا واضحا في منتجات أخرى؛ غير أن ضخ المستورد داخل السوق استطاع في الفترة الأخيرة من تقليص الغلاء وحدوث تراجعات في الأسعار وصلت نسبتها إلى نحو 50 في المئة مقارنة بما كانت عليه قبل نحو أسبوعين. وحول أسباب ارتفاع سعر الطماطم، أكد المهندس معتصم أبو زنادة نائب رئيس طائفة دلالي سوق الخضار والفواكه بجدة بدء انخفاض أسعار الطماطم في السوق بما نسبته 50 في المئة بعد أن شهدت ارتفاعات قياسية خلال الأيام الماضية. وقال في تصريح ل «عكاظ»: عادت أسعار الطماطم للتراجع مع زيادة المعروض منها في السوق عبر زيادة عمليات الاستيراد وزيادة المنتج المحلي، حيث من المتوقع أن تشهد أسعار الطماطم بكافة أنواعها وأحجام بيعها مزيدا من الانخفاض سيصل إن شاء الله إلى 50 في المئة عن الأسعار الماضية. وربط ارتفاع الأسعار بالأحداث الجارية في المنطقة خاصة في تركياوسوريا ولبنان، وقال: الأحداث تسببت في ارتفاع كلفة الشحن ومدته الزمنية من تلك الدول بعدما تحول شحن المنتجات من البر إلى البحر وازدادت بسبب ذلك فترة الشحن من 3 أيام إلى 14 يوما. ومضى يقول: درجات الحرارة المرتفعة التي شهدها فصل الصيف الماضي أثر وبشكل كبير على جودة وكمية المحصول من الطماطم خاصة أن السوق تستورد 65 في المئة من الطماطم التي تنتج محليا في فصل الشتاء وتغطي 35 في المئة من احتياج السوق. أبو زنادة أوضح بأن ارتفاع سعر الطماطم لم يكن حصرا على مدينة جدة أو على أي من مناطق المملكة بل شمل العديد من أسواق المنطقة العربية مثل مصر، إذ وصل كيلو الطماطم إلى 12 جنيه أي ما يعادل الستة ريالات تقريبا. واختتم بالقول: كل تلك الأسباب خفضت معدل عرض الطماطم بنحو 200 طن وتوفر هذه النسبة هي ما يحتاجه السوق لكي يحافظ على أسعاره، خاصة أن سوق خضار جدة يعد من أهم الأسواق السعودية التي تغذي العديد من المناطق والأسواق، لاسيما مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وبالذات في مواسم الحج والعمرة. المنتج الوطني وفي الدمام .. عزا متعاملون في سوق الخضار والفواكه بالسوق المركزي بالدمام ارتفاع أسعار الطماطم خلال الأيام القليلة الماضية إلى وقف شحنات الطماطم السورية في الأسواق المحلية واقتصارها على المنتج التركي والأردني، مؤكدين أن الفترة الحالية تشهد زيادة ملحوظة في الأسعار، مرجعين ذلك لانخفاض الإنتاج في الدول المصدرة؛ جراء انتهاء فصل الصيف، مشيرين إلى أن المنتج السوري عمل خلال السنوات الماضية على إحداث توازن واستقرار في الأسعار. وقال مالك الفرج «متعامل»: «الطماطم السورية في السنوات الماضية كانت تغطي أكثر من 60 في المئة من حجم السوق المحلية، وبالتالي فإن إيقاف التصدير جراء الحرب الدائرة في سوريا ساهم في تقليص كمياتها؛ نظرا لإغلاق المنافذ الحدودية»، مشيرا إلى أن الطماطم التركية والأردنية تمثل البديل في سد النقص الحاصل في السوق المحلية، مؤكدا أن المنتج الوطني سيلعب دورا في انخفاض الأسعار خلال الفترة المقبلة، متوقعا بدء تراجع الأسعار في غضون الإسبوعين المقبلين، بحيث تصل لمستوى 50 في المئة، على أن تعود الطماطم للمستويات الطبيعية في غضون شهر تقريبا، لافتا إلى أن سعر الطماطم التركي يتراوح حاليا بين 25- 27 ريالا للصندوق زنة «2 كغم»، فيما يبلغ سعر الطماطم الأردني 40 ريالا للصندوق «8 كغم»، مضيفا أن سعر الخيار يبلغ حاليا 60 ريالا للسلة «15كغم»، الكوسا 80 ريالا للسلة، التفاح الأمريكي 100 ريال للكرتون، التفاح اللبناني 20 ريالا للسلة، البرتقال الإفريقي يتراوح بين 50 – 65 ريالا للكرتون، البرتقال اللبناني 20 ريالا للسلة، الجزر الصيني 30 ريالا للكرتون، الباذنجان 25- 30 ريالا للصندوق «5 كغم»، العنب اللبناني 20 – 25 ريالا للسلة، الموز الكبير 50 – 60 ريالا للكرتون «13 كغم»، 25 ريالا للكرتون الصغير «4 كغم»، الليمون التركي 50 ريالا للكرتون «8 كغم»، الليمون الأردني 25 ريالا للصندوق «4 كغم». وفي مكة .. أكد مستهلكون في أسواق الخضار والفواكه بمكةالمكرمة، أن غياب المنتج الوطني عن الأسواق أثر على ارتفاع الأسعار، موضحين أنه توجد مناطق زراعية كثيرة بالمملكة ذات منتجات فاخرة لكنها تتغيب عن أسواق العاصمة المقدسة، مشيرين إلى أن قلة الإنتاج أدت لارتفاع أسعار الخضار والفواكه على حد سواء. تراجع نسبي وبينوا ل«عكاظ» أن الأسعار شهدت نزولا نسبيا، بعد موجة الارتفاع التي حدثت الأسبوع الماضي، مرجعين ذلك لقلة عرض المنتج، وزيادة الطلب على الكثير من الأصناف ذات الاستهلاك الكبير، لافتين إلى أن العوامل السياسية التي تشهدها بعض البلدان العربية المصدرة للخضار والفواكه إلى المملكة وراء ذلك الارتفاع. «عكاظ» تجولت داخل أسواق الخضار والفاكهة بالعاصمة المقدسة ورصدت الأسعار، حيث بلغ سعر التفاح الأخضر 9 ريالات للكيلو الواحد بينما سجل التفاح الأحمر الأمريكي والأصفر 8 ريالات، فيما ظل سعر البرتقال المصري «أبو صرة» عند 6 ريالات، البرتقال العصير ب 5 ريالات، وحافظ الخوخ التركي على سعره منذ 3 أشهر على 8 ريالات، أما الكمثرى الإسبانية بلغ سعرها 10 ريالات للكيلو، واستقر العنب اللبناني على سعر 10 ريالات، والعنب الأمريكي على 15 ريالا، بينما وصل سعر الكيوي الذهبي وهو الأكثر طلبا إلى 15 ريالا، فيما بلغ سعر الكيوي البني 12 ريالا، واستقر سعر الموز الشربتلي عند 6 ريالات للكيلو، أما الموز الفلبيني بلغ 5 ريالات للكيلو، وواصل الرمان اليمني انخفاضه للأسبوع الثاني على التوالي حيث استقر على سعر 12 للكيلو، بعد أن كان 19 ريالا قبل أسبوعين، وبلغ سعر الرمان المصري 8 ريالات للكيلو الواحد. فيما تراجعت أسعار الخضار، حيث استقر سعر الطماطم عند 8 ريالات للكيلو الواحد، بعد وصولها ل 12 ريالا للكيلو الواحد كأعلى سعر قبل يومين، أما الكوسة بلغ سعرها 6 ريالات والسعر نفسه للخيار الوطني، وبلغت أسعار الجزر الأحمر 6 ريالات للأسترالي، 5 ريالات لنظيره التركي، وبقيت البامية على سعر 20 ريالا، الفاصوليا 14 ريالا للكيلو الواحد، ووصل سعر الثوم الصيني 6 ريالات للكيس، والبصل اليمني 5 ريالات، أما الفلفل الحار الطائفي بلغ سعر 10 ريالات للكيلو، وبقي الليمون الإفريقي الأصفر عند 10 ريالات، الليمون البلدي 5 ريالات للكيس الواحد، فيما استقرت الورقيات على سعر ريال واحد لكافة الأصناف. تحكم البائعين أما في المدينة، فقد عبر عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد من ارتفاع الخضراوات والفواكه بمنطقة المدينةالمنورة، مرجعين أسباب الزيادة لغياب الرقابة على الأسواق، وتحكم الباعة في حركة البيع والشراء، حيث شهدت الأسعار ارتفاعا كبيرا مع بداية العام الهجري الجديد؛ ما أضاف أعباء جديدة على المواطنين، خاصة محدودي الدخل منهم، إذ تراوحت أسعار الطماطم بين 12 -14 ريالا للكيلو الواحد، فيما وصل سعر كيلو البامية إلى 20 ريالا، وتجاوز سعر التفاح 8 ريالات، والموز 7 ريالات. وأكد محمد عبدالرحمن الحربي «بائع خضراوات»، أن أسعار الخضراوات في الفترة الحالية في زيادة مستمره، وأن منتجات ومحاصيل المزارع تأتي إلى السوق عبر بائعين يتحكمون في حركة البيع والشراء، معللا الزيادة بأسباب عدة، في مقدمتها غياب الرقابة. ويقول عمر عوض الحربي: «نعاني من عدم استقرار أسعار الخضراوات والفواكه، ففي بعض الأوقات نكتفي بشراء نصف احتياجاتنا فقط؛ نظرا للارتفاعات غير المبررة في الأسعار». ارتفاعات واضحة وفي المقابل .. جاءت الارتفاعات كبيرة في جازان إذ أكد مراقب الأسعار في وزارعة الزراعة عبدالعزيز عقيلي أنه يرصد الأسعار بشكل يومي في محلات الخضراوات والفواكه من أجل نشرها في موقع وزارة الزراعة حتى يتنسى للمواطن الاطلاع على هبوط السعر ونزوله؛ موضحا أن الأسعار غير مستقرة وتختلف من موسم لآخر. يأتي هذا في الوقت الذي سجلت فيه أسواق الخضار والفواكه بجازان ارتفاعا غير مبرر في جميع أصناف الخضار والفاكهة؛ إذ بدأت الأسعار تتصاعد وتتفاوت من محل لآخر في ظل غياب الجهات الرقابية المعنية لتطال الزيادة السعرية المؤن الغذائية التي تعتبر من الأساسيات الضرورية في حياة العديد من الأسر بالمنطقة مثل الطماطم، العنب، الباذنجان، الفاصوليا، الكوسة، التفاح، العنب، والموز. من جهته قال البائع سعيد محمد الذرافي إن هناك بسطات في السوق مخالفة وتبيع بشكل عشوائي ولا تمتلك تراخيص وتتلاعب بالأسعار في ظل غياب الرقابة بالرغم من التبليغ عنهم أكثر من مرة لكن دون جدوى، مضيفا: هذا التجاهل ارتد سلبا على أصحاب المحلات الأخرى النظاميين الذين يدفعون إيجارات مقابل محلاتهم. في المقابل أوضح بائع في إحدى البسطات العشوائية يدعى محمد علي (يمني الجنسية) أنه يبيع بأسعار المحلات النظامية، مؤكدا أن المراقبين الصحيين لا يعبرون من أمام محلاتهم إلا في النادر، مؤكدا على أن موقعه مرخص إلا أن الترخيص مازال في طور الإجراءات. عدد من المتسوقين التقتهم «عكاظ»، وأبدوا استغرابهم من السوق السوداء والتلاعب في الأسعار من قبل عمالة وافدة وسماسرة أشاروا إلى أنهم يمررون الأسعار هاتفيا لنقاط البيع في ظل غياب الجهات الرقابية. المواطن علي محنشي طالب بوضع تسعيرة بارزة وسط المراكز التجارية والبسطات ومنافذ ونقاط البيع ترشد المستهلك حتى يمكن مراقبتها مع إيقاع الغرامات وإغلاق المحل والتشهير بصاحب الترخيص في حال مخالفته للأنظمة. فيما يرى صالح كريري أن محلات الخضار والفواكه تمارس الغش وتستغل المستهلك بوضع عينات من الفواكه أمام الزبون، بينما في الداخل منتجات أقل جودة وقد تكون فاسدة، مناشدا البلدية بتكثيف الرقابة والجولات اليومية وإيقاع العقوبات بحق المخالفين.