- محمد الخضري في نصه الأنيق «فاكهة الدنيا» يدوزن إبداعًا عذبًا وألحانًا شجية ليعطي للنص بعد جماليًا.. فتراه في هذا النص وكل نص من نصوصه المميزة يرسم لوحة إنسانية معبرة.. تفيض شعورًا جميلاً؛ يضع فيها الكلمات كالأزهار والشموع في كل ركن من أركان الذائقة. فلا تغادر النص إلا وأنت مشبع بتفاصيل الجمال على نحو ما تتساوق فيه هذه الجمل في نصه «فاكهة الدنيا» حيث رمز إلى حاجته للجمال والحب والروعة بهذه الجمل الشعرية المنتقاة.. فالخضري لا ميل في نصوصه من إظهار صورة البهاء، وملامح الجمال في كل مشهد يدونه، أو يرسمه، أو يتفاعل معه وجدانيًا على هذا النحو البديع. - هيفاء محمد الربيع في نصها «كن كغيمة» ترتب أولويات النص، لتجعل منه خطابًا إنسانيًا مفعمًا بالحب والبحث عن الجمال لا سيما في لحظات الصمت والتفكير بصوت مسموع أمام وهج نار التي ترسم تفاصيل المكان. فهيفاء في هذا النص تستدرج رؤية البحث عن مكون إنساني جميل؛ يزيح شيئًا من أحزان الإنسان في هذا الزمن الأليم، فالنص يذهب إلى التأمل الوجداني الذي يفضي إلى معرفة أسرار الحياة، وما تكتنزه من تقلبات وهواجس ومحطات لتجد أن الإنسان هو المعادل الرئيس في هذه الحكاية الوجدانية التي تتطلع للحياة والنماء والمطر. - آمال عبدالصمد في نصها «مطر» ترسم بعدًا تجذيريًا لحالة المكان الذي تهبط عليه التحولات بشكل مفاجئ؛ دون أن يكون للإنسان دور فيما يريده لهذه المدينة التي تبرع الكاتبة آمال في سبر أغوارها الجديدة لا سيما أن لفحة هواء بارة ومطر مبكر يصيبها بالود والحبور، ويغسل قلوب أهلها من غبار الزمان. المشهد الشعري ماثل للعيان والرؤية التي أرادتها الكاتبة جاءت مفعمة بالحنين إلى مدن جميلة وبعيدة؛ قد لا تعرف الحر والغبار، أما وأن يهبط على هذه المدينة التي تقطنها هذا الفيض الجميل فإنه حتما يذكرها على نحو بديع بالمدن الوادعة هناك. - ندى الخطيب في قصتها قارورة «عطر» تحاول أن تسكب على سواعدنا شيئًا من ضَوْعِ العطر والبهاء.. تلك التي تتجسد فيه محاور القصة على هذه الهدية التي وصلتها، فهي رؤية متكاملة صنعت الكاتبة معمارها السردي عليه؛ رغبة منها في إخراج النص من حيز الشعرية والشاعرية إلى فضاء السرد الذي يحول المشهد الجميل إلى قصة تبثها واقعًا جميلاً يستحق أن يصور ويرسم بهذه الأدوات السردية المعبرة كما في هذه القصة.