لشهر رمضان المبارك خصوصية دينية وروحانية لجميع المسلمين بصفة عامة وللأسر السعودية بصفة خاصة، فلا تخلو الأسرة من قوائم المأكولات التي تختلف من منطقة لأخرى حسب الثقافة الاقتصادية والاجتماعية لأهالي مناطق المملكة المترامية الأطراف. وكشف المحلّل الاقتصادي ناصر القرعاوي الكثير بشأن استهلاك الأسر السعودية الزائد عن الحاجة. يقول القرعاوي: «خصوصية شهر رمضان الكريم هي التي تدفع بكافة الأسر لأن تكون شهيتها مفتوحة فتمضي الأسر جميعها لقضاء حوائج رمضان من نهاية شهر شعبان وامتداداً برمضان ولا تتوقف النسبة الشرائية وصولاً بشهر الحج؛ نظراً لتعدد المواسم على اختلاف أنواعها الموسمية من صيام إلى عيد إلى حج»، ويضيف القرعاوي: «هنا تدخل الاضطرابات الرقمية لاستهلاك الفرد والأسرة على اختلاف مستوى الأسرة، فالجميع مؤمن بأن احتياجاتهم أكثر مما يحتاجونه على أرض الواقع، وهنا أيضاً تختل موازيين الشراء لأن الطلب يزداد في حين ضعف الرقابة لدى شريحة معينة من التجار الذين يستغلون الطلب الشرائي العالي المستوى عن المعهود طيلة أيام العام، وهنا لا تنظر الأسرة إلى حجم الدخل، وبدون موازنة بين العرض والطلب أو الإمكانية المتاحة والحاجة فبالتالي يرتبط الموسم بالاستهلاك النسبي الذي يولّد ظاهرة الاقتراض والديون وغالبية من يقع في ذلك هي الأسر الصغيرة ذات الدخل المحدود والذي يبلغ عمر الزوجين فيها أقل من 40 عاماً وتبلغ نسبتهم 60 % من مجتمعنا السعودي، ناهيكم عن موسم الأفراح والعيد الذي يلحق رمضان والدخول في فواتير أعلى حجماً ابتهاجاً بفرحة العيد وتقاليده لجميع الأسر، وهذا نطلق عليه حلقات متتالية من الاضطرابات الاقتصادية المختلة على مدى 6 شهور من نهاية فترة الاختبارات وحتى نهاية موسم الحج». ويوضح القرعاوي أنه «من المهم أن يكون هناك فئة تثقيقية وأقصد بها الإعلام لإرسال رسائل توعوية إرشاداً وتوجيهاً لكيفية تعامل الأسر مع المواسم السنوية وخاصة شهر رمضان الذي يضاهي في مصاريفه واستهلاكه 3 شهور تامة خلال العام». وأّكد ناصر القرعاوي ما ذهب إليه بالقول: «فإذا كان حجم ما ينفق من إعلانات ترويجية للمنتجات الاستهلاكية يبلغ 5 ملايين على سبيل المثال، فكم سيبلغ حجم المبيعات في اعتقادكم؟! أرقام مهولة يشهد لنا العالم في صرفها يومياً خلال شهر رمضان المبارك ولا نحجب القول بأننا في السعودية حققنا أعلى نسبة استهلاك أرز ولحمة في العالم، وكذلك الفائض من احتياجاتنا يفوق نسبة الاحتياج أليس هذا دليلاً على الإسراف والتبذير غير المعهود وخصوصاً في شهر رمضان الكريم موسم العبادة وليس موسم الأكل والصرف».