بعد أقل من أسبوع، سوف تنتهي الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية، ويبدو جليا أن مرشح الحزب الجمهوري سيكون المثير للجدل، دونالد ترمب، أما الحزب الديمقراطي، فمع أن انتخابات الجائزة الكبرى، أي ولاية كاليفورنيا الكبيرة، والغنية بعدد المندوبين، لم تعلن، وقت كتابة هذا المقال، إلا أن كل شيء يشير إلى أن هيلاري كلينتون ستكون هي مرشحة الحزب رسميا، اذ تتقدم على منافسها الوحيد، برني ساندرز، بعدد كبير من أصوات المندوبين، والمؤلم جدا بالنسبة لساندرز وأنصاره هو أن فوز هيلاري سببه منح معظم « المندوبين الكبار « أصواتهم لها، وهذا أمر أبعد ما يكون عن العدالة، لأن المندوبين الكبار هم كبار منسوبي الحزب، من أعضاء الكونجرس، وحكام الولايات، وعمداء المدن الكبيرة، وبإمكانهم التصويت لمن يريدون، ومن المسلم به أن الحزب يرغب بترشيح هيلاري، ضد ساندرز، والذي تقوم حملته على نقد المؤسسة السياسية الأمريكية، والتي يتزعمها الحزبان الرئيسيان، الجمهوري والديمقراطي!. ويبدو من خلال هذا السيناريو أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون غريبة ومثيرة، إذ هي بين مرشح جمهوري، يرغب به معظم أنصار الحزب، ضد ارادة قيادات الحزب، وبين مرشحة يقاتل حزبها الديمقراطي من أجل ترشيحها، في ظل شعبيتها المتدنية لدى أنصار الحزب، بما في ذلك بنات جنسها!، وهذه مفارقة غريبة، فهناك جمهوريون يكرهون دونالد ترمب، لدرجة أنهم مستعدون للتصويت لهيلاري كلينتون، رغم كرههم لها، او لمرشح أي من الأحزاب الأخرى، وفي الجهة المقابلة، هناك ديمقراطيون أعلنوا أنهم ليسوا على استعداد للتصويت لهيلاري، وبالتالي فإنهم إما سيتنازلون عن حقتهم الدستوري في التصويت، أو سيصوتون لدونالد ترمب، أو لمرشح أي من الأحزاب غير الرئيسية، كالحزب الليبرالي، أو حزب الخضر، أو العمال، ولا يوجد في الأفق ما يشير إلى تغيير قناعات هؤلاء الناخبين، فهم يعرفون ترمب وكلينتون جيدا، فالأول ثري عنصري نزق، تهمه مصالحه الخاصة، والثانية سياسية بيروقراطية، لا يرجى منها أي تغيير يذكر في الحال الراهنة لأمريكا!. إن ترشح سياسي مستقل أصبح فكرة تراود بعض الساسة، ويؤكد عليها المعلقون السياسيون . هذا، ولكن هناك مشكلتان، أولاهما أن الوقت متأخر جدا، وثانيهما ندرة وجود الساسة البارزين، فقبل أيام حاول أحد مقدمي البرامج السياسية اقتراح بعض الأسماء للترشح، وقد وجد صعوبة بالغة في تذكر اسم أي سياسي، من الممكن أن يصنع فارقا في الانتخابات القادمة، وفي تقديري أن الرئيس السابق، بيل كلينتون، هو أبرز سياسي أمريكي حاليا، وقد يفكر بالترشح لإنقاذ الوضع، ولكن هذا لن يحدث، لأنه مشغول حاليا بالترويج لحملة زوجته هيلاري، وإذا لم يستطع خدمتها بالوصول لمنصب الرئيس، فلن يستطيع أحد آخر أن يفعل ذلك، وربما أن هذا ما سيحدث، فلنواصل المتابعة!.