لا تزال المبادرة التي كان أعلن عنها الرئيس الباجي قائد السبسي منذ أسبوع والمتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كافة القوى السياسية والأهلية، تستأثر باهتمام الرأي العام والطبقة السياسية على حد سواء، بين متقبل ومرحب بالفكرة وبين معارض رافض لها بشدة. وجاء إعلان الهيئة السياسية لحزب حركة نداء تونس، أن المبادرة الرئاسية تستوجب تكليف شخصية جديدة لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية على أن تترجم هذه الحكومة أوسع وفاق وطني منشود ليحدث المفاجأة بعد أن كان الرئيس السبسي جدد هو والشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة مساندتهما للحبيب الصيد رئيساً للحكومة منذ أقل من أسبوع. وكانت حركة نداء تونس بقيادتها الجديدة دخلت في مشاورات مع بقية الاتجاهات والشخصيات السياسية من أجل استكمال الحوار حول هذا المقترح الذي يجد رفضاً تاماً من قبل الجبهة الشعبية المعارضة. واعتبرت الهيئة السياسية لحزب حركة نداء أمس تونس أن البلاد في أمس الحاجة إلى إنجاز هذه المهمة بأحسن الشروط وفي أقرب وقت لأن الوضع لا يتحمّل أي بطء بالنظر إلى حجم التحديات والاستحقاقات المقبلة. كما كان للشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة اجتماع بممثلي حركة نداء تونس أمس خصص للتباحث حول سبل تفعيل مبادرة السبسي، وأفاد القيادي في نداء تونس عبد العزيز القطّي، أن هذا اللقاء يندرج ضمن تشاورات أوليّة مع مختلف الأحزاب حول مقترح رئيس الجمهورية، حيث تداول المجتمعون ضرورة مناقشة آليات تطبيق برنامج عمل حكومة الوحدة الوطنية قبل النظر في قائمة المرشحين لهذه الحكومة. من جهته، أكّد نور الدين البحري رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة أن الحركة جددت دعمها لمبادرة رئيس الجمهورية ومساندتها لها واحترامها لرئيس الحكومة الحبيب الصيد وللمجهودات التي قدمها، مؤكداً «استعداد حركة النهضة لمزيد الانفتاح والتنسيق مع مختلف الأطراف لإنجاح هذه المبادرة».