في الصيف تكثر الأفراح،وتنتشر الزيجات، وتعظم الفرحة بين الأقارب والأصحاب باجتماع الزوجين. والزوجان هما بيت القصيد، وركنا الأسرة العتيد، فبهما تستقر مملكة البيت، أو بهما تمزق لوحة الأسرة الجميلة!! والمستفيد والخاسر في ذلك الجيل القادم. والسؤال: لماذا تفشل البيوت، ويصل الزوجان إلى طريق مسدود؟ أهم الأسباب-في نظري- عدم فهم الزوجين لبعضهما تأمل أيها الزوج جواب الرسول- صلى الله عليه وسلم- لعائشة حينما سألته: أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أُكِل منها ووجدت شجرة لم يؤكل منها في أيها كنت تُرْتِع بعيرك؟ قال في التي لم ترتع منها!! (البخاري،ح:5077) ومثال عائشة تقصد به الزواج على سبيل التلميح فالمرأة البكر هي الشجرة التي لم يؤكل منها والمرأة الثيب هي الشجرة التي أكل منها؟ ولا بكر غيرها في زوجاته؟ فالسؤال محدد ومع ذلك لم يقل الرسول- صلى الله عليه وسلم- أفي شك من حبي لك؟ أو أنتِ كثيرة الغيرة؟ أو تريدين أن تفرقي بين زوجاتي؟ بل لم يلجأ إلى الدفاع عن موقفه بأن يقول مثلاً رغم تعدد نسائي إلا أن حبك باق؟ كلا بل فهم ما تريد وأجابها فهي لا تريد أن تستنكر واقعاً للرسول؛ لأنها تعلم أن لها ضرات بقدر ما تريد أن تعرف اختياره؛ لأن الاختيار دليل المحبة فهي سألت عن الحب بطريق غير مباشر وعبر النبي الكريم عن ذلك بأسلوب ذكي، فعبر عن مشاعر حبك أيها الزوج تنعم بحياة كريمة. د. محمد العبد الهادي - عضو هيئة تدريس - جامعة الإمام