اختتمت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» اجتماعها أمس دون الاتفاق على أي تغيير في سياستها الإنتاجية كما لم تحدد سقفا للانتاج، حيث قررت التريث قليلا مع تراجع الإمدادات، وهو الأمر الذي أدى لهبوط أسعار النفط في تداولات أمس أكثر من 1 بالمائة. وقال مندوب لدى «أوبك» إن المنظمة وافقت على عدم تغيير سياستها بخصوص إنتاج الخام، وهو ما يعني الفشل في التوصل إلى اتفاق لتحديد سقف جديد للإنتاج. يأتي ذلك في ضوء اجتماع منظمة «أوبك» أمس في العاصمة النمساوية فيينا وسط خلافات بين الأعضاء بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى دعم الأسعار. أمام ذلك، ذكر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح أن من السابق لأوانه وضع أي سقف مصطنع لإنتاج النفط وذلك بعدما اختتمت المنظمة اجتماعها دون تغيير سياسة الإنتاج. كما قال إنه ليس قلقا من تدفق النفط الصخري في ظل سعر 50 دولارا لبرميل الخام. وعن موعد طرح جزء من شركة أرامكوا السعودية للاكتتاب، قال الفالح «أعتقد أن عام 2018 سيكون موعدا معقولا لطرح أسهم الشركة». وتعهدت المملكة أمس بعدم إحداث صدمة في أسواق النفط العالمية. وأكد الفالح أن المملكة لن تسبب صدمة في الأسوق، وأنها ستنتهج أسلوباً «ناعماً»، حيث تسعى للاستقرار على المدى الطويل. وتابع: إنه سيستمع لأي اقتراح تطرحه إيران على مائدة المفاوضات، وإن جميع الخيارات مطرحة على الطاولة في اجتماع «أوبك» الذي عقد أمس، وإن السعودية تتحلى دائماً بالمسؤولية في كل خطواتها وأنها لم تتخل عن سياستها بالمحافظة على الطاقة الفائضة. وأضاف الفالح، أن السوق النفطية تبلي بلاء حسناً وتتجه للتعافي، وأن أسعار النفط ستتحرك وفقاً لاستعادة السوق توازنها، نسعى لاستقرار السوق وتشجيع الاستثمارات على المدى الطويل، وأن تراجع الاستثمارات وتأثير ذلك على الإمدادات مصدر قلق لنا ولابد من مواجهة الأمر. كذلك أكد أن المملكة ستقتنص حصة أكبر في السوق مع نمو الطلب العالمي، وأن أسعار النفط ستصل إلى مستوى صحي، مشيراً إلى أن المستويات المرتفعة لأسعار النفط في العقد الماضي لم تكن قابلة للاستمرار، لأنها لم تكن مستدامة. وقال وزير الطاقة، إن «أوبك» لا تزال تلعب دوراً في إدارة أسواق النفط مثل الاستجابة لأي اضطرابات قصيرة المدى في الإمدادات. وتابع «قد تكون هناك مواقف قصيرة المدى من وجهة نظرنا يمكن أن تتدخل فيها أوبك لكن هناك مواقف أخرى - مثل النمو على المدى الطويل لإنتاج الحقول غير الأساسية - لا ينبغي لأوبك التدخل فيها». وأضاف أن السوق تحتاج إلى البحث طوال الوقت عن سعر توازن يسمح بالاستثمار الملائم في الإنتاج الجديد وتلبية نمو الطلب. كما قال «نحن في أوبك بحاجة إلى المرونة الكافية لإيجاده (سعر التوازن) ولتوجيه السوق نحوه بدلاً من تحديده سلفاً». واتفقت «أوبك» على اختيار المرشح النيجيري محمد باركيندو لتولي منصب الأمين العام الجديد للمنظمة. وأشاد بعض الوزراء بالاجتماع إذ وصفوه بالإيجابي والممتاز. وقال المتحدث إن المنظمة قررت عقد اجتماعها المقبل في 30 نوفمبر. كما ذكر أن «أوبك» وافقت على قبول عضوية الجابون في المنظمة.