قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد الفالح في مقابلة مع مؤسسة أرجوس ميديا، إن أوبك لا تزال تلعب دورا في إدارة أسواق النفط مثل الاستجابة لأي اضطرابات قصيرة المدى في الإمدادات. وقال الفالح قبيل اجتماع أوبك أمس "قد تكون هناك مواقف قصيرة المدى من وجهة نظرنا يمكن أن تتدخل فيها أوبك، لكن هناك مواقف أخرى - مثل النمو على المدى الطويل لإنتاج الحقول غير الأساسية - لا ينبغي لأوبك التدخل فيها". سعر توازن أضاف الفالح أيضا أن السوق تحتاج إلى البحث طوال الوقت عن سعر توازن يسمح بالاستثمار الملائم في الإنتاج الجديد وتلبية نمو الطلب. وقال الفالح "ونحن في أوبك بحاجة إلى المرونة الكافية لإيجاده "سعر التوازن" ولتوجيه السوق نحوه بدلا من تحديده سلفا". وقال الفالح للصحفيين قبيل الاجتماع إنهم سينتهجون أسلوبا ناعما وسيحرصون على عدم التسبب في صدمة للسوق بأي شكل. وعندما وجه له سؤال بشأن ما إذا كانت السعودية ستغرق السوق بالمزيد من براميل النفط، قال إنه لا يوجد ما يدعو لتوقع شن السعودية حملة إغراق للأسواق. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الرياض ستقترح تحديد سقف جماعي جديد للإنتاج، قال الفالح إنهم سيفعلون ذلك عند الضرورة. وأضاف أنه سيستمع لأي شيء تطرحه إيران على الطاولة. وكان الفالح أول وزير من أوبك يصل إلى فيينا هذا الأسبوع في إشارة منه على جديته في التعامل مع المنظمة على الرغم من المخاوف بين الأعضاء الآخرين من أن تكون الرياض لم تعد مهتمة بأوبك كمنظمة لرسم سياسات الإنتاج. تثبيت الإنتاج في أبريل الماضي أجهضت إيران فعليا خططا لتثبيت الإنتاج العالمي كانت تهدف إلى تحقيق الاستقرار في سوق النفط. وقالت المملكة وقتها إنها لن تنضم إلى الاتفاق الذي كان سيشمل أيضا روسيا غير العضو في المنظمة إلا إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج. وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنجنه إن طهران لن تدعم أي سقف جماعي جديد للإنتاج وإنها تريد أن يركز النقاش على حصص الإنتاج لكل دولة على حدة. وقال للصحفيين "دون حصص الإنتاج لا يمكن لأوبك التحكم في أي شيء". وأصر على أن طهران تستحق مستويات إنتاج تاريخية قائمة على حصة تبلغ نحو 14.5% من الإنتاج الكلي لأوبك. إنتاج أوبك تضخ أوبك 32.5 مليون برميل يوميا وهو ما يمنح إيران حصة قدرها 4.7 ملايين برميل يوميا، أي أعلى كثيرا من مستوى إنتاجها الحالي البالغ 3.8 ملايين برميل يوميا، وفقا لتقديرات إيران و3.5 ملايين برميل يوميا وفقا لتقديرات السوق. وقال زنجنه إنه يدعم مرشحا من نيجيريا لمنصب الأمين العام لمنظمة أوبك وهو ما قد يكون توافقا نادر الحدوث داخل المنظمة، إذا دعمت الرياض هذا المرشح أيضا. وقد فشلت أوبك في وضع سياسة للإنتاج خلال اجتماعها السابق في ديسمبر2015 بما في ذلك وضع سقف رسمي لمستوى الإنتاج، ما سمح فعليا لأعضائها البالغ عددهم 13 دولة بضخ كميات من الخام كل بحسب رغبته.ونتيجة لذلك هبطت الأسعار إلى 27 دولارا للبرميل في يناير مسجلة أدنى مستوى في أكثر من 10 سنوات لكنها تعافت منذ ذلك الحين لتصل إلى نحو 50 دولارا للبرميل بفعل تعطل بعض الإنتاج العالمي. تقييد الإنتاج قال وزير النفط الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي إن انخفاض أسعار النفط دفع جميع الدول إلى تقييد الإنتاج سواء قالوا ذلك علنا أم لا. وحتى ديسمبر 2015 كان سقف إنتاج أوبك 30 مليون برميل يوميا وقد بدأ العمل بهذا السقف في ديسمبر2011، على الرغم من تخلي المنظمة عن حصص الإنتاج الفردية قبل أعوام. وأي سقف دون 32.5 مليون برميل يوميا سيمثل تخفيضا مؤثرا في الإنتاج. وبحلول الساعة 12:00 بتوقيت جرينتش كان الوزراء لا يزالون مجتمعين في جلسة مغلقة بدأت قبل ثلاث ساعات. واستقرت أسعار النفط دون 50 دولارا للبرميل بقليل، بينما تترقب السوق ما ستسفر عنه محادثات أوبك.