التلفزيون ، الموبايل، الكمبيوتر، حتى مصابيح الشارع ، والأدوات المنزلية ، والأجهزة الطبية المزروعة كلها في دائرة الاتهام حالة من الفزع تنتابك، تتلفت يمنة ويسرة وتشعر أنك مكشوف تماماً وتتساءل: هل أنا مهم لهذه الدرجة؟ والإجابة قد تكون حالة من الزهو ، العالم كله يراقبني إذن أنا مهم.... والسؤال: هل أصبحت حياتنا مكشوفة إلى هذا الحد؟ وبين من تهمه هذه الأقاويل فيحيا هاجساً كبيراً ، ومن لا يهمه الأمر إطلاقا، وبين مكذب ومصدق تمضي الحياة .... ومهما يكن نحن لا نريد أن نطفئ السؤال .... ماذا قالوا...؟ هناك مجموعة من المتهمين بالتجسس علينا التلفزيون الذكي ليس المتهم الأول لكنه من بين أهم من تضمهم القائمة ، ومنذ أن تم إيصال التلفزيون بالانترنت أصبح يشكل خطراً داهماً كما يقال، فهو يمتلك كاميرات قادرة على تتبع حركة الإنسان داخل بيته والتقاط الصور ومن ثم إرسالها إلى جهة ثالثة ، كما أنها تمتلك مكرفونات وآذاناً يمكنها التقاط وتسجيل كل ما يدور أمامها من أحاديث. واتهام التلفزيون يمتد ليشمل الألعاب التفاعلية التي تستخدم الكاميرات والمايكرفونات مما يفتح الباب واسعاً أمام المخترقين للدخول إلى حياة اللاعب الشخصية. أما المتهم الرئيسي فهو الكمبيوتر الذي يتمثل خطره في كثرة الوسائل والمنافذ التي تمكنه من الدخول إلى الحياة الشخصية، بعد اتصاله بالانترنت، بداية بشبكات التواصل الاجتماعي التي تطلب عدداً من المعلومات كافية لجعل مستخدمها مكشوفاً بشكل كامل أمام مزودي الخدمة، كما أن هناك المواقع ومحركات البحث، ويتعاظم الخطر إذا نظرنا إلى الميزات التي تقدمها لنا بعض الأجهزة المتطورة بغرض حمايتنا، والتي منها التحكم في الأجهزة عن بعد وإغلاقها، ومسح محتوياتها، وتعطيلها ، وغيرها ، فمن الممكن ببساطة اختراق أنظمة هذه الأجهزة وتوجيهها للتجسس على صاحبها. والموبايل ليس بعيداً عن الكمبيوتر فهناك منافذ مشتركة منصات تواصل اجتماعي وغيرها، كما أن هناك عدداً من التطبيقات التي يمكنها التجسس على الهاتف، وتراوح بين تطبيقات عادية يقوم الشخص بتثبيتها، او حتى يتم تثبيتها دون علمه من قبل بعض الجهات، وبين تطبيقات معقدة تستخدمها الاستخبارات في الدول الكبرى للتجسس على بعض الشخصيات المهمة ، وقد أثيرت في الآونة الأخيرة كثير من مثل هذه المشكلات الاستخباراتية في بعض الدول. والاتهام أيضاً يشمل الأجهزة المنزلية لكن بصورة أخف بوصفها الأقل خضوعاً للتقنية من بين ما ورد، فمن المعروف أن كثيرين أصبحوا يعتمدون على ما يعرف بالمنازل الذكية ، ويتحكمون في اجهزتهم المنزلية بهواتفهم عبر ربطها بالشبكة، وبهذا فقد أدخلوا منازلهم دائرة الخطر ووضعوها في متناول العابثين المتجولين على الشبكة ،والذين يستطيعون فك الشفرات ومن ثم التلاعب بالأنظمة داخل المنزل وتشغيل الكاميرات ، والسماعات وغيرها. وهناك أيضاً الأجهزة التي تزرع في أجساد المرضى لأغراض صحية والتي تتم برمجتها كل فترة وأخرى، والتي اكتشف أنه يمكن التلاعب فيها ما ينتج عنه عمليات اغتيال يصعب كشفها، يضاف إلى هذا ما نرتديه من ساعات ذكية ونظارات وغيرها والتي هي أيضاً ليست بمأمن من الاختراق. حياتنا أصبحت غير آمنة.. هذه هي المحصلة النهائية لحالات التجسس الصحيحة أو المزعومة... ومن المهم في كل الأحوال أن نعيش بعيداً عن هذه الهواجس فلابد من التعامل مع التقنية ...