هل يُمكن أن تُجهز الهواتف الذكية على أجهزة الحاسب الآلي؟.. والجواب على هذا السؤال يعتمد على المقدرة على تنفيذ الأعمال كما هو مطلوب وتحقيق الإنتاجية التي هي مزيج من كل الحلول المتاحة، وبالتالي فإن استخدام كل الأجهزة المتوفرة أمر لا مفر منه. في العقود السابقة صُمم أول جهاز كمبيوتر للاستخدامات العامة من مجموعة من الإلكترونيات، وكان يزن قرابة الثلاثين طناً ويستهلك كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية تصل إلى 150 كيلو واط، ويحتاج لمساحة كبيرة قد تصل إلى 167 متراً. أما في الوقت الراهن، فإن ملاءمة الاستخدام هي المطلب الرئيس لمعظم المستخدمين لتلك الأجهزة، حيث إن الحصول على أصغر الأجهزة وأكثرها ملاءمة وقوة أصبح هاجس الجميع بلا استثناء.. لذا فنحن اعتدنا على أن يكون لدينا جهاز كمبيوتر محمول من أجل أن يكون أسهل للتنقل، وهاتف محمول يُستخدم للاتصال، وجهاز «آي بود» لسماع الموسيقى، وقرص صلب خارجي لأغراض النسخ الاحتياطي وزيادة سعة التخزين لدينا، وكاميرا لالتقاط لحظات السعادة... إلخ، ولكن في الوقت الحاضر هذا قد تغيَّر تغيراً جذرياً. ووفقاً لبعض الإحصائيات العالمية فإن عدد الأجهزة الذكية التي سوف يتم بيعها في عام 2013 قد تصل إلى 1.2 مليار.. بينما واجه بائعو أجهزة الكمبيوتر انخفاضاً في عدد الأجهزة التي تم تسويقها خلال الربع الرابع من العام 2012 بالمقارنة مع الربع نفسه من عام 2011.. كما تشير المؤشرات التسوقية الإلكترونية إلى أن 1.7 مليار شخص في جميع أنحاء العالم سوف يتصلون بالإنترنت عن طريق جهاز المحمول في عام 2013، وبحلول عام 2016 سيكون هناك قرابة 2.5 مليار من مستخدمي الإنترنت عبر الهاتف النقال. ومع تزايد استخدام الإنترنت عبر الأجهزة النقالة وبخاصة الهواتف الذكية، فمن المهم أن نفهم سلوك مستخدمي الإنترنت للتكيف مع هذه الأجهزة الجديدة. في دراسة ميدانية أجريت في الولاياتالمتحدةالأمريكية في يوليو عام 2012 من قِبل مجموعة مهتمة بتحليل النشاط على شبكة الإنترنت تم التركيز فيها على أعداد المستخدمين للإنترنت عن طريق الهواتف الذكية مقابل أجهزة الكمبيوتر 2012، وأعلنت نتائجها قبل نهاية عام 2012 وكانت المفاجأة بأن هناك أوجه تشابه كبيرة في سلوك كل من مستخدمي الإنترنت عن طريق أجهزة الكمبيوتر والمستخدمين عن طريق الهاتف الذكي، حيث قضى كلا المستخدمين ما يقرب 20 % من الوقت على الإنترنت لتصفح البريد الإلكتروني، وكلاهما خصص 10 % من الوقت للعب والبحث. من الواضح أن جميع الدراسات الإحصائية التي أجريت حتى الآن تظهر ارتفاع مبيعات الهاتف الذكي مقارنة بأجهزة الكمبيوتر، وهذا من الطبيعي كون الهواتف الذكية التي تستقر دائماً في جيوبنا أقدر من أجهزة الكمبيوتر المكتبية التي كنا نستخدمها أثناء العقود الماضية. في العام الماضي ولأول مرة تجاوزت مبيعات الهواتف الذكية مبيعات أجهزة الكمبيوتر وفي المستقبل سرعان ما تحل الهواتف الذكية محل محفظة النقود التي بجيوبنا.. ولكن، لا أستطيع أن أتخيّل الاستبدال الكامل لأجهزة الكمبيوتر من قبل الهواتف الذكية والألواح الإلكترونية (آي باد وغيره).. ونحن لا نزال بحاجة للوحة مفاتيح كبيرة لكتابة سريعة، وشاشات عرض كبيرة وأجهزة كمبيوتر حديثة وسريعة لتطوير التطبيقات الخاصة بالهواتف الذكية والألواح الإلكترونية. إن انتقال المستخدمين للتطبيقات عبر السحابة الحاسوبية (Cloud Computing) عوضاً عن التطبيقات المحلية بالأجهزة سوف يساعد على إزالة العيب الرئيس بالأجهزة الذكية وهي مساحة التخزين.. أيضاً، يمكن لكروت الذاكرة الإضافية لعب هذا الدور في الوقت الحاضر. إن الجواب على السؤال: ماذا يجب أن أقتني.. لوح إلكتروني.. أم كمبيوتر محمول.. أم هاتف ذكي؟.. هو ذاتي جداً.. عوامل كثيرة مثل حرية التنقل والاتصال عبر الواي فاي، والإنتاج مقابل الاستهلاك، والعمل المكتبي مقابل العمل الميداني، والأجهزة الطرفية يتعيّن النظر فيها قبل اتخاذ قرار الشراء. يبدو أنها حرب لا نهاية لها والفائز يمكن أن يكون واحداً فقط، وهو أنا أو أنت عزيزي القارئ، لأن هناك العديد من الاختيارات التي سوف تنمو بشكل أكثر في المستقبل.