{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يأتين مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}. دأبت المملكة العربية السعودية على خدمة ضيوف الرحمن، وجندت كل طاقاتها وأجهزتها الأمنية والخدمية وقدراتها المالية والبشرية لخدمة الحجيج، وسجَّل لها التاريخ تناميًا متصاعدًا في إتقان إدارة الحشود؛ لذا نجده مؤلمًا جدًّا أن تحاول إيران إثارة البلبلة قبل أن يبدأ موسم الحج. ترتكب إيران - كعادتها دائمًا - خطأ جسيمًا بحق الأمة الإسلامية؛ ففي الحج مناسبة عظيمة لتقديم الإسلام بصورته الحقيقية المشعة، المنثالة على العالم سماحة ونورًا. وإيران تعمل كل دقيقة على بعث الطائفية، وإثارة المذهبية والعداء بين أبناء المسلمين. وخير شاهد على ذلك تجنيدها لحزب الله في لبنان، وإثارتها الطائفية في اليمن والبحرين. الحج شعيرة، تبعث على الاطمئنان واليقين والإيمان الحقيقي الصادق الذي يظهر بالاستسلام والتسليم لله سبحانه، وتنفيذ مجموعة من الممارسات التعبدية التي تتم في وقت واحد ومكان واحد. الحج هو معجزة كونية، خصنا الله بالإشراف عليها. واقترحت العام الماضي أن يكون الحج هو السمة الغالبة على حياة مكة؛ فتجارتها وصحتها وتعليمها والأعمال فيها مجندة للحج، والارتقاء بما يقدم فيه. عودًا إلى إيران.. إذا كان حجاج إيران 300 ألف فإن ثلاثة ملايين حاج غيرهم يستحقون منا ألا نتنازل ولا نسمح بتسييس الحج أو الخروج به عن مساره الآمن. أعان الله قيادتنا، ومكَّنها في الأرض لخدمة الحجيج.