تعليقاً على ما تنشره جريدة الجزيرة بشكل متوالٍ عن العمليات الأمنية الناجحة لرجال أمن هذه البلاد الأشاوس بمختلف مسمياتهم وأدوارهم دور مهم في بسط الأمن والحفاظ على مقدرات الوطن، فهم يذودون الشرور والأخطار عن أرض الحرمين الشريفين ويفدونها بأرواحهم ودمائهم ويقدمون على الموت بعزيمة الرجال وشجاعة الشجعان وشهامة الأبطال لينالوا الشهادة فهي مبتغاهم ونعم المبتغى. يتركون وراءهم الأبناء والخلان والأحباب ويرحلون مودعين لا يعلمون أيعودون أم لا، فرجال الأمن يعلمون أنهم معرضون للخطر في جميع لحظات حياتهم. ورغم كل هذا تجدهم يركبون الصعب ويصارعون كل عسير يواجههم في مشوار حياتهم، ليرتقوا في العلم والمعرفة، فقد رأيت الكثير من جنودنا البواسل ممن يرابطون في الحد الجنوبي لبسط الأمن والدفاع عن الوطن لأسابيع أو لأشهر، لا يعرفون للنوم طعماً، ولا للراحة أنساً، ولا للأكل ذوقاً، ومع هذا نراهم يقدمون لكراسي العلم والمعرفة في فصول الامتحانات ليكملوا دراستهم الجامعية، ويدفعون لذلك من أموالهم الخاصة مبالغ باهظة، وبعد انتهاء مدة الاختبار يعودون لساحة الحرب والوغى ليقاتلوا مع زملائهم الذين ينتظرونهم على الحدود، لم تمنعهم عن إكمال تعليمهم دوي انفجارات القنابل وطلقات الرصاص أو صور الشهداء وأنات المصابين، بل زادهم قوة وعزيمة، وإيماناً بمدى أهمية العلم والتعلم بجانب حماية الوطن. إن القيادة السعودية تثمن الدور الذي يقدمه رجال الأمن في كل بقعة وقطر من أرض وطننا المعطاء، فالمكرمة الأخيرة وما سبقها من مكارم وهبات، دليل على حب ولاة الأمر لهم، ولقد شاهدنا صوراً جميلة من اللحمة الوطنية بين ولاة الأمر والمواطنين وبين المواطن المدني ورجل الأمن، وهذه الصور تدل على مدى الرضا الذي يعيشه المواطن السعودي مع قياداته وولاة أمره. ختاما: لن ننعم بالأمن والاستقرار إذا لم نشارك نحن كمواطنين ومقيمين، بمختلف أدوارنا رجال الأمن بالمعلومات التي تساهم في الإطاحة بمن يحاول زرع الفتنة والبلبلة والفوضى داخل الوطن ممن يعملون لأجندة خارجية لا تريد للوطن الخير فالمواطن رجل الأمن الأول. فهلا شمرنا عن سواعدنا لنقف معا بما نستطيع للدفاع عن ديننا وأرضنا وولاة أمرنا وأحبتنا ضد أهل الشر من الأعداء وأصحاب الفكر التكفيري على الحدود وفي الداخل.