نحن فعلا متعطشون لبطولة.. أي بطولة.. تعيدنا لمنصات التتويج وتحيي فينا ذكريات الزمن الجميل، عندما كانت الكرة السعودية، شمساً لا تغيب عن البطولات الخليجية والعربية والدولية، سواء عبر منتخباتها أو أنديتها. فمنذ أكثر من عشر سنوات، وبعد آخر مباراة علقت عليها لمنتخبنا الوطني أمام أوزبكستان والتي تأهلنا بها للمونديال، لم نكسب بطولة أو نحقق إنجازاً. لهذا فنحن نعلق الآمال، على فريق الهلال، ممثلنا الوحيد في بطولة الدوري الآسيوي، كي يكمل مشواره ويواصل انتصاراته حتى يحقق لنا بطولة، تعيد لنا توازننا في عالم كرة القدم الآسيوية. من هنا فإن المسئولية الملقاة على لاعبي الهلال يوم الغد، تتعدى طموحات الجماهير الهلالية العريضة، لتصل للشارع الرياضي السعودي بمختلف ميوله وانتماءاته. وعلى هؤلاء اللاعبين، الذين ساهموا في إبعاد مدربهم السيد «دونيس»، أن يدركوا حجم تلك المسئولية، وأن يلعبوا للتاريخ وللهلال وللكرة السعودية. إنها مباراة خروج المغلوب، خروج مبكر إن حدث لا سمح الله، فإن جماهير الزعيم، لن تنسى تخاذلهم وتهاونهم واستسلامهم. من غير المهم إن اعتبروا ذلك نوعا من «الضغط السلبي» عليهم، لأن هذا الاعتبار ليس منطقياً ولا مقبولاً، بعد موسم متذبذب وغير مرض للجماهير الزرقاء. المباراة تحتاج لمقاتلين «مهرة»، تحتاج أبطالاً لا يخشون خصومهم، تحتاج عزيمة رجال لا تختلف عندهم الدقيقة الأولى من المباراة عن الدقيقة الأخيرة، فكل الدقائق بالنسبة لهم حاسمة، وكل الفرص قاصمة. ونجوم الهلال عبر عشرات السنين كانوا مقاتلين، مضحين، مثابرين، مخلصين للشعار الذي رفع رؤوسهم في كل المحافل المحلية والخارجية. ولهذا فالفرصة أمامهم ليكتبوا أسماءهم في لائحتي الشرف الخضراء والزرقاء. بيع وشراء العقود ليس إنجازاً في ظل نظام الاحتراف، فإن كل الأندية قادرة على التعاقد مع نجوم الأندية الأخرى، مهما كان حجمها أو إمكاناتها. كذلك فإنها معرضة للتنازل عن بعض نجومها لصالح الأندية الأخرى. لا يمكننا اعتبار التعاقد أمراً إيجابياً إلا بعد نجاح من تم التعاقد معه، وبشرط أن يكون عطاء ذلك اللاعب متناسباً مع قيمة صفقته. وفي نفس السياق لا يمكن الحكم على فشل أي صفقة قبل معرفة ما سيقدمه ذلك اللاعب لفريقه الجديد. علينا ألا نغدق المديح أو نسهب في النقد قبل ظهور النتائج. علّتنا في عواطفنا مهم أن تكون لعاطفتنا دورا في حياتنا، فبدون العاطفة، تصبح الحياة كالصخر جامدة. لكن مشكلتنا إذا ما سمحنا لتلك العاطفة لتؤثر على قراراتنا وآراءنا. ولعلنا تابعنا الآراء والمواقف العاطفية (المتناقضة) في قضية محمد نور مع المنشطات. كلنا يعلم بأن هناك لجان ومتخصصون وخبراء، ينظرون للقضية، استناداً على ما لديهم من عناصر وعينات ومستندات، ومع ذلك تفاجأنا بطرح متشنج من بعض الزملاء في بعض البرامج الرياضية. علّتنا عندما نناقش الكثير من القضايا، بعيداً عن الواقع والمنطق، ومقدمين عواطفنا على أي اعتبار آخر. بيني وبينكم إعلامنا غائب تماماً عن الألعاب المختلفة.. هذه حقيقة.. وهو ما يدفعنا لطرح سؤال يفرض نفسه.. من يقود الآخر الجماهير أم الإعلام. القادسية بطلا للبطولة العربية الثالثة عشر لكرة الماء. بفضل الله ثم بفضل اللاعب والمدرب ناصر الدغيثر وابنه بدر. للأسف خبر كهذا الخبر لا يحظى بتغطية مناسبة في وسائل إعلامنا. شكراً للقادسية على إطلاق اسم البطل ناصر الدغيثر على مسبح النادي، وشكراً للهيئة العامة للرياضة على قبولها ذلك، وكم أتمنى عليها إطلاق اسمه على إحدى مسابح الهيئة تكريماً للدور الكبير الذي يقوم به هذا النجم الكبير باعتراف اتحاد اللعبة والهيئة العامة للشباب. يبدو أن زميلنا طلال الغامدي يسير بسرعة الصاروخ ليصبح أحد أفضل المراسلين الميدانيين. حضور متميز وقبول جماهيري منقطع النظير وابتسامة لا تفارق صورته عبر برنامج صدى الملاعب. فشكراً لزميلنا مصطفى الأغا على منحك الفرصة لهذا الموهوب الذي راهنت عليه ولم يخذلك. نادي الفتح هو النادي النموذجي الوحيد قولاً وفعلاً.. تميز في كرة القدم، بطولة في كرة السلة، حضور في التنس، استقرار إداري، مثالية في التعامل مع الآخرين، قلوب صافية لا تعرف الخبث ولا الغش أو الخداع.. أصالة المبرز، وكرم عائلاته الكبيرة.