رواج قطع الغيار المزيفة للسيارات التي يلجأ إليها المواطنون نظرا للسوق السوداء لقطع الغيار الأصلية واحتكار الوكلاء وتربحهم الكبير الذي يصل أحيانا إلى 200 % أرجح أنها أي- القطع المزيفة - هي في صدارة الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة الموت في شوارعنا إضافة إلى السرعة والتجاوز وقطع الإشارة والتفحيط ونوم السائق وانفجار الإطارات وغيرها. وكان من المبهج كشف وزارة التجارة لعدة مخازن لهذا الغش في الدمام والرياض خلال الأسبوع الماضي، و هو ماسيؤدي تباعا إلى التخلص من تزييف قطع الغيار ومن ثم تقليل الحوادث. وتبلغ نسبة الوفيات جراء الحوادث حسب ما أشارالمشرف على الإدارة العامة لمنح البحوث في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد خيمي إلى أن الدراسات والبحوث أثبتت أن ضحايا الحوادث المرورية في المملكة بلغوا 86 ألفاً خلال العقدين الأخيرين، وأن الخسائر المادية السنوية بلغت 13 مليار ريال. لافتاً إلى أن المملكة هي الأولى عالمياً في عدد وفيات الحوادث المرورية لكل 100 ألف شخص. هذا إلى جانب ما أعلنته وزارة الصحة إن 30%من أسرتها مشغولة بضحايا الحوادث المرورية. أرقام مروعة ولاشك ونظام «ساهر» على الرغم من التبرم منه إلا أنه يظل أحد الحلول الناجعة التي اتجهت لها إدارة المرور. لكن التنبه ضروري لسبب آخر يقوم به المزيفون لقطع غيار السيارات فهم أيضا تسببوا في كثرة الوفيات وفي تقديري لايقلون جرما عن المحرضين على الإرهاب فهم يغشوننا ويكرهوننا ويقتلون شبابنا ويروعون مدننا الآمنة ويكلفون بلادنا خسائر باهظة مادية وبشرية.