هي الغايات، من بعد كل متاهات حسبتها أهدافاً. لا هدف لشاعر فقد القدرة على قول ما ليس هو بحياةٍ تعاش، وفقد القدرة على حياة ليست هي بشعرٍ يُقال. كم من الممرات ضاقت به فاتسع الشعرُ له آخذاً بكل كيانه إليه في انتشاء لا تليق به إلا الحياة التي أمعن الإيقاع فيها نحو أبعادٍ تتعمق في التيه ملاذاً.. أنا لا أصحّحُ خطوتي بعدَ التعثٌّرِ إنما.. سأصحّحُ العثراتِ في خطواتي. حتى إذا اكتمَلَتْ خُطايَ تعثُّراً أدركتُ أني قد عثرتُ على خروجٍ من متاهاتي. ولا شيء بعد الخروج إلا الدخول إلى خروجٍ آخر.. هل قال أحدٌ إن المتنَ كلَّه خروجٌ، والتداخلاتُ هوامش؟ هل قال أحدٌ إن الدوائر، مهما استدارت، ستعود إلى خطها المستقيم نحوكَ أنت؟ أنتَ لا غيرك.. غيّر طريقكَ، قد وصلتَ إلى النهايةِ واصطدمتَ بسَدْ اطبع على الجرح الأخير ضمادةً ثم انتزعها سوف تنفتح الجراحاتُ القديمة كلها لكَ، والطريقُ سينثني بكَ ثم يمتدْ... وللامتداد مسافات توازي الخروج رمزاً وتتجاوز الإكمال عجزاً. لا شيء يكتمل كالخروج، وحده الواضح بينما الأفعال الأخرى تلتبس على أقوالها.. قصائد كانت أو مقالات؛ فكل الاحتمالات واردة حين تخرج إلى الدنيا وتظل واقفاً تتأمل لماذا خرجتَ؟ لماذا كبرتَ.. لماذا حزنتَ؟ لماذا السعادة تهرب منكَ، لماذا..؟ حازتْ على الحزن أسئلتي، جواباً واحداً.. وقد انتهيتُ لذكرياتٍ، سوف يمحوها التناسي. يا أيها الدهرُ استكنْ لم تقسُ أنتَ، وإنما قد كنتُ في فُرصِ السعادةِ وحديَ القاسي. والقسوة ليست خياراً، في حالات كثيرة.. وليست مزاجاً ولا مجازاً ولا هويّة ولا هواية. كما أنها ليست غواية؛ بل إنها نتاجُ طبيعةٍ قاسية. لا تسألوا حجراً ينام في حضن جبل بين كومة من الصخور والأحجار الكريمة بقسوتها: لماذا أنتَ قاسٍ؟ احملوه برفقٍ، وضعوه بحنانٍ بين نبتاتٍ خضراء يلامسها الماءُ كلّ مساء.. ثقوا بالماء، فهو أكثر حقيقةً من الشمس المصفرَّة دائماً. بالماء وحده، سيطمئنُّ الحجرُ ويخلع عباءة قسوته الصفراء ليخضرَّ ويزهر. تلكَ القصيدةُ لم أقل إني قرأتُ حروفَها من قبل أن تُكتبْ. تلكَ القصيدةُ قد لمستُ ظروفَها فكتبتها؛ وأنا بها المُعجَبْ. * القصائد القصيرة أردتها بدايات لقصائد جديدة، ولكن.. ربما لن تكتمل، أو هي اكتملت بهذه المقالات، أو... مايو 2016 [email protected]