الأخضر وانتصار الصين    صلاة العيد بعد شروق الشمس ب15 دقيقة    تحديث الاشتراطات الصحية للحج    "خيرية أحد المسارحة" تنظم إفطار الأيتام    «رحلة البائع الجائل» في مبادرة «بسطة خير السعودية»    الجوازات تعلن مواعيد العمل خلال إجازة عيد الفطر    مشروع ولي العهد يجمع البناء القديم والحديث في مسجد «القلعة»    جدة التاريخية تحتفي بالشونة في موسم رمضان    كلنا مسؤول في مملكة الإنسانية    درع الحماية ويد العون لضيوف الرحمن    بلال الحبشي .. أول مؤذن في الإسلام    أمير القصيم يتسلّم تقرير فرع الرياضة    تطورات استئناف النصر في قضية الرويلي    ارتفاع أسعار النفط    المملكة تدين إعلان سُلطات الاحتلال الإسرائيلية عن إنشاء وكالة تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزّة    قسم العمل التطوعي بمساجد الدرب تنفذ فرص تطوعية لتفطير الصائمين خلال شهر رمضان المبارك    حكاية كلمة: ثلاثون حكاية يومية طوال شهر رمضان المبارك كلمة – القعب.    جمعية «اتزان» تشارك كبار السن الإفطار الرمضاني بجازان    أمير الحدود الشمالية يوجّه باستمرار العمل خلال إجازة عيد الفطر    بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة رافعة نوعية للإسهام في الحراك الاقتصادي الوطني    أمير المدينة يوجه باستمرار العمل خلال إجازة العيد    المنتخب السعودي يختتم استعداداته لمواجهة اليابان غدًا    بدء التسجيل العيني للعقار لعددٍ من الأحياء والقطع العقارية بالمنطقة الشرقية ومحافظة مرات    "دله النخيل" يعالج سيدة من ارتفاع ضغط الدماغ والطنين بالقسطرة    الاتفاق يواصل تحضيراته    منصات المحتوى الرقمية ودورها في الحفاظ على التقاليد الرمضانية لدى الشباب    البدء في تطوير ساحة قصر عالي والمنطقة الحضرية بقرية العليا    أرامكو تواصل استكشاف فرص جديدة في الصين    الرقابي يشيد بتطور العلاقات بين المملكة وموريتانيا يوما بعد يوم في كافة المجالات    الغارات الأمريكية تتواصل على الحوثيين    أفلام جديدة تنافس في موسم عيد الفطر    مشروع الأمير محمد بن سلمان يحافظ على الاستدامة في مسجد الحصن    زراعة الكلى في برامج "بر جدة".. أحلام تلامس الواقع    ضبط مفحطين عرضوا حياة الآخرين للخطر    تشارك في "هانوفر ميسي" بألمانيا.. «الصناعة والتعدين» تستعرض فرص الاستثمار    إنما تقاس قيمة الأمم وقوتها بأخلاقها    دور محوري للسعودية في تقريب وجهات النظر.. جولة جديدة لمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا    تعرف على مواعيد مباريات نصف نهائي الأمم الأوروبية    صافرة الكويتي"العلي" تضبط مواجهة السعودية واليابان    أبها الأنقى هواءً في المملكة خلال عام 2024    الصحة تحدّث اشتراطات الحج لعام 1446ه لضمان سلامة الحجاج    أسبوع اقتصادي عاصف وتقلبات في الأسواق        مصر تستضيف البطولة العربية للأندية 2025    المديرية العامة للسجون تشارك في معرض وزارة الداخلية للتعريف بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بمحافظة جدة    «مسام» يطهّر 217,657 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية خلال مارس    أمريكا وإيران: التهديدات والفرص معادلة مختلة    يريدون سوريا قلبًا لهم    %85 رضا السعوديين عن الرعاية الأولية    57 رخصة مياه شرب معبأة بالمناطق    قاعدة بيانات وعلاج مجاني لمرضى السكري والسمنة    رئيس وزراء باكستان يؤدي العمرة ويغادر جدة    جامعة الملك خالد الأولى وطنياً في "تصنيف التايمز"    رئيس الحكومة المغربية يصل المدينة المنورة    رئيس الحكومة المغربية يصل إلى المدينة    عناق جميل بيعة ودعم وعيد    الخيمة الثقافية تعزيز للهوية والتواصل المجتمعي    سمو ⁧‫ولي العهد‬⁩ يستقبل أصحاب السمو أمراء المناطق بمناسبة اجتماعهم السنوي الثاني والثلاثين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أتجلى فكرة
ضمير الورقة
نشر في الجزيرة يوم 21 - 05 - 2016

رحابة الإلهام مخنوقة ببدانة العفن الحسي المتشتت من نظرة أو شعور طارئ يقرص الأحاسيس فتنكمش.
الأفكار ساعات رملية تتصور الواقع والمستقبل.
ما أقسى أن تحاصرك الفكرة وحسُّك متعب بك. فما أفعل بي وبالمعنى إذا رحلت لحظة الكتابة!؟ يالَخيبتي.
لا يليق اللوم بملكةٍ تُدعى الكتابة.
سأهب الكلمات صحّتي وتفكيري ولهوي وفرحي وحزني.
لا أمتلك غير خيال. لاأحتفظ بأكثر من أصابعي. لي عينان ورأسٌ مثخنة، فقد تلبّسني اهتمامه الكبير بالمحسوسات وتأويل علاقاتها. حين تحدّث عن الأعشاش واصفاً إياها ببيت الطفولة وجدت تفسيرا منطقيا لحنيني إلى فروخ العصافير التي كانت أمي تجلبها إليّ من سقف بيتنا الطيني في مزرعة أبي حيث كنا نقيم. طفولة حالمة بذلك النسق الفطري لبيت العائلة الحميم في خيال صغيرة لم تبلغ العاشرة بعد. القش الذي كان عشباً أخضر، كان حياة غصن بل شجرة، عاد إلى الشجرة السقف حيث جذوع الأشجار الطويلة مصطفة ومتماسكة كعواميد رأسيّة لتحرس سقف بيتنا. غصن عاد إلى شجرته التائهة عنه ليحيا من جديد في بيت العصافير.
تحمينا السقوف وفي الآن نفسه قد تضطهدنا عندما تمنعنا عن رؤية الفضاء الساحر. هناك فرق بين سقف وآخر، فكلما ارتفع السقف قلّ تحكّمه بأرواحنا، وكلما دنا صعق الأرواح الساكنة، لذلك أكره السقوف الذليلة وأحسبها قبضاتٍ من قهر وخيانة للنظر والرؤية والشهيق والزفير أيضا.
لم يكن في بيت جدي سقف.. كان هناك مدى يوازن ويمزج ويغيّر. فكلّ لحظة تتحوّل السماء، وتبدو النجوم في الليل فراشات من نور تبعث بقبلاتها إليّ. أتحدّث إليها كلَّ ليلة حتى أغفو، لتمتلئ أحلامي بالملائكة.
السماء سقفي. عاريةٌ هي مثل عاطفتي، لاسقفَ لي دونها.
سأكون الرصيف والجدار والطريق والمقهى والبيت، ليبلّلني مطر الله ويجلو عواطفي.
وحده المطر إذا دنا منّا يبعث الحياة ويزهر الحبّ.
ما المطر إلا بكاء بشريّ مشحون بالتوبة. يغسل الوجود فيبدو مرآة.. يلتمع مثلَ محيط.
يشحن المطر عاطفتي فأبحث عنيّ في الحب، أبحث عنه فيّ.
يغمرالمطر الشوارع والطرقات والبيوت والمقاهي والجدران والأرصفة. لماذا تركت المطر يغمركلّ شيء إلّاي؟
المطر هو الحمّام المائيّ المقدّس لي. إذاهطل في الشوارع، أستقبله بأرديتي؛ بشعري؛ بكلي.. ليتدفّق فيَّ.
أتبلّل بالمطر، كلّهم يلحظون جنوني. الجنون بالمطر هو التجلي في قمّته.
ذلك الغصن المخنوق بجدار الإسمنت، هل يمكن أن يكون مغروسا في ساقية الوقت. أشعر بوجعه الممدود كذراعٍ خارج الزمن. سأبتلّ بقلبه وأقطف روحه الميتة لأبعث، في حزنه الملبد بغيم أوراقه المتساقطة، حالةَ حبٍّ جديدة.
تتشكل المظلّات في وضعيّةٍ جاهزةٍ للحماية. مظلّتي المقلوبة وعاء أغرق فيه. أنا بركةٌ ماطرة. أستعذب سباحتي فيّ بأنوثةٍ طاغية.
التزامن الذي يحدث لي عادة بين الكتابة وطقس الشاي يحرضني على ممارسة نوع من الحافز الفطريّ لعملية الكتابة. لرائحة الشاي مفعول سحري. تشحن رأسي بالتفكّر وتضخّ في عروقي ملايين الجمل.
مريبةٌ تلك الصباحات التي بدأتها بعد تقاعدي المبكر. افتقدت حلاوة تلك الأوجه الملهمة بملامحها. أوجه تلميذاتي وهن يخفقن بنوارس أحلامهن حول أهدابي.لأستعيد أسئلة جنوني بهن كم أشتاقهن كلّ صباحٍ ولايجئن.
إلى سجّادة صلواتي الصغيرة ألجأ فتحتفي بي وهي تهيّء لي خشوعها القصير مفعمة برائحة البخور . فَلَكَمْ تحمّلت حزني، وقلما تلقّت مني صلوات الشكر الإلهية على بعض ماحظيت به من استجابات ربّانية. كلّما تلفعت وشاح صلواتي؛ أشعر بالدفء ينتظر أن يحتوي غيض جسدي الرقيق متأوّهاً من ستره الفائض. أنا صلواتي أتجلى في سجود لايشبهه شيء سوى طمأنينتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.