قبل أيام قلائل فقدت الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى نجماً بارزاً من نجوم العمالقة في حقبة الثمانينيات الهجرية، ممن تألقوا في خط الدفاع مع فريق أهلي الرياض - الرياض حالياً - ومنتخب الوسطى والمملكة آنذاك.. إنه المدافع العملاق الخلوق (عبد العزيز بن حمد) الذي وافته المنية إثر مرض عضال لم يمهله طويلاً؛ تغمده الله بواسع رحمته. *وبرحيل هذا النجم السابق - الذي ذاع صيته، وعلا شأنه في تلك الأيام الخوالي - تفقد الساحة الرياضية أحد أبنائها الأوفياء الذين خدموا مسيرتها الرياضية بكل إخلاص وعطاء وتفان.. وكان بالفعل نموذجاً في قدراته الفنية، وسماته القيادية، وتضحياته الجسيمة، وعشقه لناديه العاصمي.. خلال مسيرته الرياضية التي امتدت قرابة عشرة أعوام .. نجح في الجمع ما بين المستوى الفني والخلق الرفيع. *بدأت علاقته بكرة القدم مع فريق الحي في الشميسي، ثم انتقل للعب لفريق أهلي الرياض ومثّله في كافة مراحله السنية بدعم قوي من الرمز الراحل الشيخ محمد الصائغ (أبو عبد الله)0 *ففي أوائل الثمانينيات الهجرية، وتحديداً بعد مجيء حركة تصنيف وتسجيل الأندية رسمياً التحق بصفوف فريق أهلي الرياض عن طريق رئيسه الراحل الشيخ محمد الصائغ (رحمه الله) - رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى- فتجلّت موهبته الفطرية بصورة أكبر؛ إذ وجد فرصة تمثيل (مدرسة الوسطى) مبكراً في ظلّ وجود مدافعين كبار أمثال: علي حمزة، وإبراهيم الشايب فدخل معهما في حلبة المنافسة نحو إثبات الجدارة والذات فكسب الجولة بإمكاناته الفنية العالية، وقدراته البارعة التي كان يتمتع بها يرحمه الله. *بدأت شهرته تلوح في الأفق على مستوى المملكة بعد أن مثّل منتخب الوسطى عام 86 - 1387ه، في دورة كأس المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف، وجاء تألقه الكبير؛ فاستدعي لتمثيل منتخب المملكة؛ حيث شارك معه في لقاءات حبية وودية.. باعتبار أنه لم تكن هناك مشاركات رسمية للأخضر آنذاك. *شكل مع مدافعي الثمانينيات العمالقة ناصر السيف، وناصر الجوهر، ونادر العيد الأبرز على مستوى منطقة الوسطى، ولاسيما بعد مشاركته مع منتخب المملكة.. وكان يعدّ في عصره من الأسماء اللامعة التي حظت بالسلام على جلالة الملك فيصل - رحمه الله -، وذلك بمناسبة فوز المنتخب على تونس في اللقاء الودي الذي أقيم في ملعب الصائغ آنذاك0. *كان -الراحل - يتمتع بعلاقات واسعة مع الجميع، وكان الرمز الراحل أبو عبدالله الصائغ يقدره كثيراً لعدة اعتبارات أهمها: إخلاصه الجمّ، وسلوكه الرياضي، وكذا انضباطه داخل وخارج الملعب.كما أنه كان يعتبر بطل المعسكرات بقفشاته وتعليقاته الساخرة التي دائماً ما تضفي جواً من المرح والسرور في النفوس؛ مما أكسبه محبة الجميع لطرافته وخفة ظلّه.. وأخيراً يبقى المدافع الراحل ابن حمد من نجوم الرعيل الأول الذين مثّلوا الأهلي (الرياض حالياً) ضمن الجيل الذهبي لمدرسة الوسطى.. جيل زيد بن مطرف، ومبارك الناصر، وعبود بن رويجح، وحامد نقادي، وناصر بن سيف، وعلي حمزة، وطارق التميمي، وبقية الأسماء الرنانة التي كانت تعج بهم خريطة المدرسة آنذاك. *وبرحيل الرياضي المخضرم (ابن حمد) الذي كان يعد اللاعب الوحيد من جيل الثمانينيات الهجرية الذين استمروا في خدمة مدرسة الوسطى ما يقارب 35 عاماً ( لاعباً ومدرباً) قبل أن يتوقف قسراً بسبب المرض.. تفقد (رياضة الوسطى) أحد أبنائها المخلصين ممن دعموا مسيرتها (فنياً) مع بقية النجوم في حقبة لم تكن الرياضة مقبولة اجتماعياً عند المجتمع النجدي.. هكذا رحل فقيدنا الغالي بصمت وهدوء، وقد ترك لنا سيرة رائعة، وسمعة طيبة ستظل محفورة في الذاكرة والوجدان سنوات وسنوات..تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته.. منصور محمد الدوس - مؤسس المتحف الرياضي