يحزن القلم وتبكي الكلمات عندما يكتب عن الشيخ عبدالله بن أحمد رئيس نادي الشباب سابقاً «رحمه الله» ومَنْ مِن الجيل الماضي لا يعرف هذا الرجل العصامي الذي عاصر الأحداث التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى وممن قدموا الشيء الكثير من المال والجهد والتضحية مع الرموز المؤسسين: الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (أمد الله في حياته) والشيخ محمد الصائغ (رحمه الله) في حقبة لم تكن الرياضة مقبولة لدى المجتمع النجدي، غير أنهم وبجهودهم الحثيثة وخدماتهم الجليلة استطاعوا اقناع هذا المجتمع بجدوى هذه الرياضة، ففي بداية الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى خلال الستينيات الهجرية قام الفقيد مع رفيق دربه «أبي مساعد» بتأسيس نادي الشباب ثم ترأسه أكثر من ستة أعوام لينتقل بعدها للعمل كنائب لرئيس نادي الهلال ليجسد بذلك الصورة المثالية للإداري الواعي والناجح حيث لم يشكل تنافس الفريقين آنذاك عائقاً في انتقاله لنادٍٍ منافس وهو الهلال، بل عمل داخل أروقته بكل اخلاص وتفانٍ أكثر من سبعة أعوام ويعتبر الشيخ ابن أحمد من أبرز الأسماء التي خدمت نادي الشباب سنوات طويلة حيث قام بجلب أبرز اللاعبين من المنطقة الغربية أمثال حامد نقادي وعزيز مفتي وعبدالله الكنج وبشير وكتلوج الصغير، كما أحضر العم أحمد عبدالله «رحمه الله» والد النجم ماجد عبدالله الذي أشرف على تدريب الشباب في مطلع الثمانينات ولعب دوراً في حصول الشباب على أول بطولة (كأس بطولة المنطقة الوسطى عام 1380ه) ومن ثم تطورت الكرة بمنطقة الوسطى بجهود مثلث الحركة التأسيسية الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «أمد الله في حياته» والشيخ محمد الصائغ والشيخ عبدالله بن أحمد «رحمهما الله» لا سيما بعد حصول فريق الهلال على بطولة كأس الملك عام 1381ه والتي تعتبر أول بطولة يحققها فريق من المنطقة الوسطى على مستوى المملكة، ثم توالت الانتصارات لرياضة الوسطى، وللأسف رغم ما قدم هؤلاء الرموز والرواد من جهود وتضحيات لم ينالوا أي اهتمام رياضي أو حتى التكريم المعنوي والأدبي، بل ظلوا مهمشين ومعزولين دون أن يأخذوا حقهم المشروع، ولكن يكفي أن التاريخ الرياضي شاهد على ما قدموه وبذلوه في سبيل خدمة الحركة الرياضية بالبلد، ولا أنسى موقفاً حصل لي مع أبو فهد «رحمه الله» ذكره أحد الأصدقاء لي، إذ يقول في مباراتنا ضد الشباب ضمن لقاءات الدوري في الثمانينيات وكنت أبرز نجوم تلك المباراة حيث ذكر زميلي الذي كان يجلس بجوار الشيخ ابن أحمد (رئيس نادي الشباب آنذاك) بالمنصة في ملعب الصائغ فقال: (يا ليت من يأخذ ناصر السيف في صندوق وينقله لنادي الشباب لتسجيله بالفريق) اعتز بشهادة رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الذي لم تتحقق، أما آخر مرة التقيت بالفقيد فقد كانت في مدينة جدة قبل حوالي عقدين من الزمن وكما عاهدته وعرفته رجلاً كريماً ذا خلق رفيع وتعامل حسن يلاقيك فيحتفي بك يغمرك بتواضعه وبشاشته المعهودة حيث استقبلني في أحد الفنادق الذي كان يسكن فيه فزاد إعجابي الشديد به وبخلقه العالي، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. * لاعب المنتخب و«أهلي الرياض» سابقاً ابن أحمد (يمين) مع عبدالعزيز الريس والحمادي في بيروت عام 1379ه