قد يخفى على البعض قصة أو سر تميُّز التعاون في المواسم الثلاثة الأخيرة، وإن كان هذا الموسم هو الأبرز في تاريخ سكري القصيم. فالبداية كانت عندما لعب التعاون آخر مباراة له في دوري 2012 أمام الوحدة، التي نجا الفريق بها من الهبوط بعد تعادله وخسارة هجر من الشباب؛ فتجمهرت الجماهير التعاونية أمام المنصة الرئيسية؛ ليخرج لهم عراب التعاون الأستاذ عبدالعزيز الحميد، ويؤكد لهم أن هذا آخر موسم ينافس به التعاون على الهبوط، وسيشاهدون فريقًا يفخرون به، ويرفعون رؤوسهم عند ذكر اسمه. وتداول الجميع صورة الحميد وهو (يطق صدره) للجماهير التعاونية في إشارة إلى وعد منه لهم ببناء فريق قوي؛ وذلك لثقته بزملائه رجال المجلس التنفيذي بقيادة الأستاذ سليمان العمري وعضوية الأستاذ فهد المحيميد قبل أن يبتعد الموسم الماضي، والأستاذ أحمد أباالخيل، فكانت البداية في دوري 2013 عندما حقق الفريق المركز الخامس بقيادة الجزائري توفيق روابح، وقدم مستوى رائعًا، واستطاع الحصول على مقعد للمشاركة في البطولة الخليجية. وفي موسم 2014 لم يكن الفريق بالمركز نفسه، لكنه قدم مستوى جيدًا بعد إقالة الجزائري توفيق روابح، والتعاقد مع البرتغالي جوزيه جوميز الذي استلم الإشراف على الفريق من الجولة الرابعة، وإن كانت نتائجه في البطولة الخليجية مميزة، التي وصل بها إلى الدور نصف النهائي، وخرج بضربات الترجيح أمام النصر الإماراتي. أما هذا الموسم فهو حكاية أخرى؛ فالتعاون قدم جميع فنون الكرة، واستطاع إبهار المتابعين، وخطف الأنظار من خلال مستوياته المميزة التي حصد بها المركز الرابع، وكان قريبًا جدا من خطف مركز أفضل لولا عامل الحظ الذي وقف في وجه الفريق في بعض المباريات. فالتعاونيون بقيادة المجلس التنفيذي وإدارة النادي بقيادة الأستاذ محمد القاسم ونائبه الأستاذ فيصل أباالخيل وضعوا هدفًا قبل بداية الموسم، هو المشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل؛ فرسموا الخطوط العريضة لهذه الخطة، وسخَّروا جميع إمكانياتهم لتحقيق النتيجة التي يطمحون إليها مهما كانت المعوقات؛ فمنحوا مدرب الفريق صلاحيات اختيار اللاعبين الأجانب والمحليين، ووعدوه بتنفيذ متطلباته كافة؛ فوقع اختياره على عدد من اللاعبين المميزين الذين شكلوا إضافة قوية للفريق، مثل فايز السبيعي وعبدالمجيد الرويلي وطلال عبسي والبرازيلي ساندروا والبرتغالي ماتشادوا وأحمد الزين وربيع السفياني بجانب لاعبالفريق الباقين من الموسم الماضي، مثل السوري جهاد الحسين والكاميروني باولو إيفولو وعدنان فلاتة وبقية اللاعبين. في هذا الموسم لم تكن فقط نتائج الفريق هي المميزة بل كانت أرقام لاعبيه مميزة؛ فالفريق حقق المركز الثاني كأفضل خط هجوم ب54 هدفًا، وأكثر فريق حقق أهدافًا بلاعبين محليين، وعبدالمجيد الرويلي أفضل منفذ كرات ثابتة بثمانية أهداف، إضافة إلى تصدره الهدافين المحليين، وجهاد الحسين أفضل صانع أهداف بالدوري بعشرة أهداف، وربيع السفياني وجهاد الحسين أفضل ثنائي متجانس، والعديد من الأرقام في التمرير والاستحواذ في الكثير من المباريات.. وهذا لم يأتِ من فراغ، بل جاء بفضل عمل متكامل من الجميع، وبفضل الوقفة الكبيرة من رجالات المجلس التنفيذي الذين سخَّروا مالهم وجهدهم في سبيل خدمة التعاون. الجماهير التعاونية تمني نفسها بأن يواصل رجالات التعاون هذا العمل الجبار، والحصول على بطولة تسجَّل باسم فريقها. فهل يحقق التعاون طموح جماهيره في المستقبل القريب؟