بعد تعالي صرخات الشرفاء في العالم أجمع وفي أكثر من بلد، وتحررت الضمائر من خنادق الانتماءات الدينية والطائفية والعرقية، منددة بالجرائم الوحشية التي ترتكب في مدينة حلب السورية وضواحيها على يد قوات بشار الأسد ومليشيات حزب الشيطان، حزب الملا حسن نصر الله وبغطاء جوي من الطيران الروسي، تحرك متعهدا حرب الوكالة جون كيري سيرجي لافروف لتوسيع اتفاق الهدنة في سوريا، فبعد أن حصرا وقف القتال على المناطق التي تتبع نظام بشار في دمشق واللاذقية واستثنوا حلب مما أتاح لعسكر بشار وحلفائه من حزب الشيطان من تكثيف إجرامهم في حلب التي فقدت أكثر من ثلاثمائة شهيد في غضون عشرة أيام حتى أعلن مساء يوم الأربعاء عن اتفاق مقاولي القتال في سوريا كيري ولافروف عن ضم حلب إلى المناطق المشمولة بالهدنة التي اقتصرت في البداية على المناطق الخاضعة لحكم نظام بشار الأسد. السوريون يعرفون أن استثناء حلب من هذه الهدنة كان مدبرا ومتفقا عليه بين واشنطن وموسكو للضغط على المعارضة السورية للمشاركة في مباحثات جنيف التي يستغلها نظام بشار لفرض ما يريده بإبقاء الأسد رئيساً مطلقاً، وتشكيل حكومة ائتلافية بضم بعض الوزراء المحسوبين على المعارضة، أما أي معارضة فذلك متروك للمقاول لافروف، وبعد رفض المعارضة الوطنية هذه الإملاءات وتعليق الهيئة العليا للمفاوضات التي وقف المعارضة الوطنية الرئيسة مشاركتها في مفاوضات جنيف حتى أعطيت إشارة لنظام بشار الأسد ومليشيات حزب الشيطان لتصعيد العمليات الإجرامية ضد أهل حلب وأمطرت الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة وضواحي حلب بوابل من الصواريخ والبراميل المتفجرة التي حملتها الطائرات المروحية، فيما تكفل الطيران الحربي الروسي بباقي المهمة التي طالت المستشفى الميداني في المدينة المنكوبة. قرابة العشرة أيام من الاستهداف الإجرامي الذي يجب أن يحاسب عليه كل من شارك فيه لكونه جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، أجبرت واشنطن وموسكو على الاستجابة لطلبات واستغاثة المجتمع الدولي على ضم حلب إلى اتفاق الهدنة، وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتصال برئيس النظام السوري بشار الأسد ليطلب منه وقف استهداف حلب إلا أن المجرم بشار الأسد رد على بوتين الذي لولا تدخل طيرانه ودعمه السياسي لتخلص السوريون من هذا المجرم الأشر، رد عليه بأنه لن يوقف الهجوم على حلب حتى يتحقق النصر. النصر على من على أهل مدينة حلب من أبناء سورية من المدنيين الأبرياء وأطفال المدارس ومرضى المستشفيات. رد بشار الوقح على سيده بوتين. يتطلب من سيد الكرملين إذ كان لديه ذرة احترام للإنسانية وصحوة ضمير، أن يرفع مساندته لهذا المجرم ويترك شعب سوريا يتكفل بتخليص البشرية منه، لأن بقاءه عار على كل من يسانده وهو ما يدين روسيا ويجعلها تقف إلى جانب الحكام المتسلطين الذين يقتلون شعبهم، أما من يتواطؤ معهم ممن يقيمون في البيت الأبيض والذين واصلوا اتخاذ خطوات أخرى إلى الوراء حيال نظام بشار الأسد بالحديث عن عدم إمكانية استخدام القوة حال فشل الهدنة التي يخترقها نظام الأسد وحلفاؤه، فذلك دليل إضافي على تواطؤ واشنطن وموسكو معاً لتدمير سوريا وقتل شعبها.