أراء متبادلة، وأطروحات مختلفة يتناولها الزملاء الإعلاميون في الكثير من البرامج الفضائية الحوارية التي تظهر على الكثير من الشاشات وهي التي استقطبت العديد من الأسماء وتسابقت لتقديم كل ما هو جديد،وهادف يخدم المشاهد،ويحقق درجة عالية من رضاه باعتباره الحلقة الأهم. تسعد وتبتهج حين تستمع للكثير من الآراء والتي تنتقد التعصب وتمقته بل وتنعته بأشد الأوصاف وتحذر من الوقوع فيه إذ تؤكد تلك الآراء بأن من يتحدث بهذه الطريقة لا يحقق الرضا ولا يجد القبول فهو يعكس شخصية المشجع الذي خرج على الشاشة ليقول الأمنيات مبتعداً كل البعد عن الطرح الهادف والبناء ، ولكنك في ذات الوقت تعجب أشد العجب ويبلغ العجب بعلاماته منتهاه حين تعلم ويعلم الجميع بأن من يظهر عبر وسائل الإعلام تلك هم كتاب الأعمدة في الصحف المختلفة،والمحررين الآخرين وهم من يتبنى مثل هذا الطرح الواقعي خلال كلمات سطروها في أعمدتهم الأسبوعية أو اليومية ،وبعد دقائق معدودة أو ساعات محدودة يذهب بعض من هؤلاء ليكتب على حسابه في « تويتر» أو أياً من وسائل التواصل الأخرى والمنتشرة في هذا العصر يكتب عبارات الغرام والعشق بفريقه وليته يكتفي بذلك بل ربما يرتدي شال فريقه متوشحاً به أمام الملأ ، وليته توقف عند هذا بل إنه راح يسلط سهام النقد والسخرية والتجريح في الفرق المنافسة ويتهكم في عمل إداراتها وينتقص من منجزاتها ويسعد بعثراتها صوتاً وخطاً في مشاهد يندى لها الجبين وتتكرر كل حين وتظهر تلك الشخصية بصفات متناقضة ويكون رأيه متغيراً أو حسب ما يطلبه الجمهور ، ولا شك بأن مثل الطرح المتعصب يؤجج الشارع الرياضي ويجعل المنتمين له متنافرين متباعدين توغل في صدورهم الشحناء والبغضاء كلاً على الآخر وكأن الألعاب الرياضية أضحت ساحة حرب لا ساحة منافسة شريفة تنتهي بنهاية صافرة الحكم داخل المستطيل الأخضر كم هو جميل أن تكون أحاديثنا منطقية وواقعية بعيدة كل البعد عن التنظير نتحاور فيما بيننا في إطار التنافس الأخوي الشريف الذي لا يخرجنا عن الروح المثالية التي هي من أساسيات الرياضة وأحد مطالبها الرئيسة.