ثَم إجماع على خطورة ما يسمى بالطب البديل (الشعبي) على الصحة العامة للمرضى المتداوين به تجعله في مهب انتقادات الدراسات العلمية التي تترواح انتقاداتها له بدءاً كونه غير ذي جدي وانتهاء إلى أنه «هراء» وهو الوصف الذي استخدمته الرابطة الطبية البريطانية. تقول دراسة علمية حديثة ان ادوية ووصفات ما يعرف بالطب الشعبي تشكل خطرا على الاطفال، بل وربما تكون مميتة اذا اخذت بديلا للادوية الطبية التقليدية. وحذرت الدراسة من عواقب وردود الفعل السلبية على أجسام الاطفال الناتجة من تعاطي أدوية ووصفات الطب البديل. ويقول الباحثون إن الآباء يعتقدون أحيانا ان تلك الوصفات «طبيعية اكثر» لانهم يظنون ان لها تأثيرات جانبية اقل من الادوية الطبية التقليدية. مخاطر على الحياة إلا ان الدراسة تقول ان نحو ثلثي الحالات التي تمت مراقبتها اظهرت ان لوصفات الطب الشعبي تأثيرات جانبية اشد واقوى، وان بعضها يعرض حياة الاطفال للخطر، بل ان بعضها مميت فعلا. العديد من الاحداث المؤسفة ارتبطت بعدم تعاطي الادوية التقليدية لان اسرة المريض تعتقد ان الطب والعلاجات والوصفات البديلة افضل، وتصر على استخدامها على الرغم من تحذيرات الاطباء والجهات الصحية بغير ذلك. وبحثت الدراسة، التي نشرت مقتطفات منها في مجلة طبية مختصة بأمراض الاطفال، ملابسات وظروف 39 حالة منفصلة لاطفال في استراليا خلال 3 ثلاث سنوات، باعمار تراوحت بين عمر الرضاعة وحتى 16 عاما. وتبين انه في ثلاثين حالة كان هناك استخداما مؤكدا او شبه مؤكد لوصفات او ادوية الطب البديل، وفي 17 حالة اعتبرت ان الضرر وقع بسبب عدم استخدام الادوية التقليدية. وتنوه الدراسة الى وقوع اربع حالات موت كان سببها عدم استخدام الادوية الطبية التقليدية من مجموع الحالات التي درست. وكان من بين الحالات موت رضيع بعمر ثمانية اشهر ادخل الى وحدة طوارئ الاطفال وشخص على انه يعاني من سوء التغذية وصدمة معوية بسبب اطعامه حليب الارز الخاص بالحمية منذ كان بعمر ثلاثة اشهر لعلاجه من عسر الهضم. وتقول الدراسة ان الآباء يستخدمون العلاجات البديلة للكثير من الحالات، من الارتباك المعوي وعسر الهضم الى المضاعفات المرضية الناتجة من جلطات الدم، وحتى مرض السكري وغيرها من الامراض المعقدة. ويقول العلماء الذي وضعوا الدراسة، وهم فريق من مستشفى بمدينة ملبورن الاسترالية، ان العديد من الاحداث المؤسفة ارتبطت بعدم تعاطي الادوية التقليدية لان اسرة المريض تعتقد ان الطب والعلاجات والوصفات البديلة افضل، وتصر على استخدامها على الرغم من تحذيرات الاطباء والجهات الصحية بغير ذلك. هراء وخوفاً من المخاطر الصحية المترتبة على كثير من الوصفات مجهولة المصدر وتلك التي لا دليل علمياً على شفائها أمراضاً بعينها، طالبت الرابطة الطبية البريطانية بوقف تسويق أدوية الطب الشعبي في الصيدليات بوصفها «هراء» وقد تكون «ضارة». كما طالبت الرابطة في مؤتمرها السنوي وزارة الصحة بوقف تمويل العلاج بهذا الطب. ويتم التداوي بالطب الشعبي منذ قرنين من الزمن، ويعتقد المؤمنون به أنه يساعد في التخفيف من حالات عديدة من الكدمات إلى الأرق. ويشمل العلاج استخدام كميات مخففة جدا من المادة التي لو استخدمت بكميات كبيرة تصيب الشخص بأعراض مماثلة للتي يشكو منها المريض. فمثلا لعلاج الأرق يعطى المريض شراب القهوة مخففا جدا. وتقول وزارة الصحة البريطانية إنها تجري مراجعة لأساليب العلاج بالطب البديل. وتقول الدكتورة ماري ماكارثي إنه بعد مئات التجارب لم يتوفر أي دليل على أن هذه الأدوية فعالة حقيقة. واضافت أن هذه الأدوية قد تكون ضارة لأنها تحرف المرضى عن طلب العلاج بالطب التقليدي. وتأتي دعوة الرابطة الطبية بعد دعوة مماثلة وجهتها قبل أشهر لجنة العلوم والتكنولوجيا في مجلس العموم البريطاني «لأن هذا الأمر لا يمكن تبريره». إلا أن جمعية الطب الشعبي تجادل بأن هناك دليلا على كفاءة هذا العلاج. وتضيف المتحدثة باسم الجمعية أن المبالغ التي تنفقها الوزارة لتمويل العلاج بالطب الشعبي ضئيلة جدا.