لكل منزل فكرته التي تتوحد خلفها وحداته ومفرداته وتفاصيل ديكوراته، وفي هذا المنزل توحدت كل هذه الأشياء حول فكرة استخدام الخطوط العربية الرصينة بجماليات زخرفية مبهرة أبدعتها مصممة الديكور حنان كريمة؛ لتشمل الحوائط وقطع الأثاث بل ووحدات الإضاءة وغيرها بمهارة فائقة. ولا خلاف أنه يعد تأكيداً لفكرة أنه بالإمكان وعبر لمسات بسيطة أن يتسم الديكور بالطابع العربي المميز وذلك عبر جماليات الخطوط العربية الرصينة (الكوفي، الثلث والديواني)، التي كانت المحرك الأول لمبدعة المنزل مع المزج بين وحدات الأثاث المودرن التي ابتكرتها، وتتصف بالعملية والحداثة. متحف للخطوط منذ الوهلة الأولى التي يدخل فيها الزائر إلى ذلك المنزل الذي يشبه متحف الخطوط العربية يفاجأ بها تزين حوائط مدخله الرئيس بالكامل بطباعة مبهرة، وبأحرف ضخمة، وأعمدة المستويين اللذين يشكلان منطقة الاستقبال حيث يعلو أحدهما الآخر بثلاث درجات رخامية، وتزين المدخل الرئيس «ثريا» ذات طابع فلكلوري بدوي بحامل خشبي يكشف طابعها العربي على الفور، وقد زينت الحروف العربية جميع الأسطح الخشبية الظاهرة منها جميعا إلى جانب منضدة الوسط المصنعة من خشب «الزان»، و"الكونتر" المغطى بالقشرة، ودهنت باللون البني المائل إلى الحمرة، وبالطبع زينت بزخارف الحروف العربية باللون الأحمر بأسلوب الطباعة على مسطحات الخشب؛ لتأكيد البعد الفلكلوري العربي. تفرد وإبداع كما زينت الستائر الحديثة الجلدية بزخارف خطوط الثلث العربية في الركنين معا، وبدت وكأنها تؤكد ما يتفرد به ذلك المنزل من إبداع، مع كنب ثلاثة مقاعد ومقعدين، وجميعها بقماش تنجيد أحمر منقوش بزخارف الحروف العربية، وبالطبع تواجدت منضدة الوسط ومشتقاتها من مناضد الجانب المزينة بالزخارف ذاتها في الأركان السابقة، واكتمل هذا الركن بحائط باللون الأحمر القاني الذي تزينه لوحة سيرما أنيقة ضخمة، وزوجان من الحوامل المذهبة في الأركان يحملان وحدات إضاءة خزفية بلون الذهب وعبر حائط تم تجليده بالأخشاب. تقع غرفة المعيشة، والتي تميزت بالمقاعد العربية الخشبية ذات المخادع المريحة والإضاءة الهادئة بحثاً عن الهدوء والاسترخاء، كما اختير موقع مميز لركن السفرة «الزان» الخشبية، وتحديدا في المستوى الثاني الذي ينفصل عن أركان الاستقبال الأخرى بفاصل من الأرابيسك الخشبي، وثلاثة بوابات تعبر بالزائر إلى عصر العمارة العربية القديمة المبهرة بكل تفاصيلها، وتشكلت من ثمانية مقاعد صغيرة ذات ظهر خشبي بطراز عربي وطاولة طعام خشبية بأقدام مخروطية وزينت بمفرش منقوش بزخارف الخطوط العربية، وخلفها بوفيه صغير كوحدة تخزين لأدوات مائدة الطعام، وفى أقصى اليسار وضع صندوق خشبي كوحدة تخزين إضافية يعلوه سجادة حائط أنيقة. والطريف أن مصممة ديكورات المنزل حنان كريمة فضلت أن تكون حوائط ركن الطعام خالية تماما من الأحرف العربية كسمة عامة بالمنزل؛ حتى لا تبعد الانتباه عن جمال تصميم السفرة وبساطتها ،أما حجرات الأبناء فتعد نموذجا لما يجب أن تكون عليه غرف الأطفال. ألوان مبهجة وإضاءة قوية وألعاب مختلفة تتدرج ما بين ألعاب الترفيه حتى ألعاب الذكاء ومكتبة خاصة تحتوي على كل ما يهم الأطفال، ويلفت انتباههم، وتميزت بوحدات التخزين الحائطية التي لا تشغل حيزا بالغرفة أو تشكل عائقا في الحركة وأيضا في توحد للأركان الداخلية. وأخيراً تعلق الدكتورة حنان كريمة قائلة: «الخطوط العربية كانت المحرك الأول لي في إبداع تصميمات ذلك المنزل سواء بطباعتها على المسطحات الخشبية أو حتى الأقمشة سواء بشكل بارز أو مستوى». وتضيف: «ينبع تصميم الخط العربي المطبوع على مسطحات الحائط من الخط الديواني، حيث يتميز بالانسيابية والليونة في التشكيل وخاصة أنه يتم تطبيقه وتشكيله بأسلوب حداثي كعنصر جديد في التصميم، ويتناسب مع الخطوط الهندسية التجريدية».