اختتمت يوم أمس الأربعاء فعاليات الملتقى التطوعي الأول الذي نظمه البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات «فطن» تحت شعار «جيل فطن.. يبادر بالتطوع» بالرياض. وقد حظي البرنامج بإقبال كبير من جميع الفئات المهتمة بالعمل التطوعي والتربوي الذي يخدم طلاب وطالبات المدارس، حيث يهدف البرنامج لتنسيق جهود المتطوعين وإكسابهم المهارات اللازمة لقيادة العمل التطوعي بكفاءة واقتدار. الملتقى الذي ينظم لأول مرة، وحظي برعاية كريمة من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزارء وزير الداخلية، استعرض العديد من التجارب الناجحة في مجال تقديم الخدمات التطوعية، متناولا مفاهيم وقيم غرس المواطنة في نفوس الطلاب والطالبات من خلال الأعمال التطوعية، وتكوين فرق الأعمال التطوعية وأسس بنائها وتنسيق جهود العمل التطوعي بالتنسيق بين المتطوعين والجهات الراغبة في خدماتهم، والتعرف على أهم المشكلات التي تواجه المستهدفين، وبحث السبل الكفيلة بتذليلها، وتحفيز المترددين على اقتحام العمل التطوعي، وتدريبهم على كيفية قيادته. وقد عقد في أولى أيام المُلتقى أربع ورش تفاعلية تخللها بعض التدريبات العملية للمشاركين، أولاهما تحت عنوان «مفاتيح التحفيز الذاتي في التطوع» للأستاذة سلاف جبرتي، و»أثر العمل التطوعي في السعادة الداخلية» للدكتور خميس المزروعي، وورشة للإعلامية الأستاذة نوف سلطان بعنوان «التطوع الإعلامي» التي سلطت فيها الضوء على كيفية اختيار الأسلوب الأمثل في الجذب الذكي والإقناع بطرق ذكية في توصيل الدعوة للتطوع، لينتهي اليوم الأول بالورشة الرابعة للدكتور مبارك آل سيف عضو الجمعية الأمريكية لتطوير القيادات ALDA بعنوان «قيادة الفرق التطوعية الطلابية». وجاء اليوم الثاني مُقسماً على 12 ورشة على ثلاث فترات، للأستاذ سليمان الهويسين بعنوان «تصميم أعمال تطوعية شابة»، وبالتزامن قدم مركز جمولي ورشة «الأشغال اليدوية على الورق والرسم على الفلين». تلتها محاضرة الدكتور عثمان هاشم بعنوان «استدامة العمل التطوعي». وفي الفترة الثانية قدمت ثلاث ورش للأستاذة خلود الكليبي مساعد المدير العام للشؤون التعليمية في منطقة الأحساء بعنوان «تصور مقترح للبرامج التطوعية في إدارات التعليم.. نموذج مطبق في إدارة تعليم الأحساء»، زامنتها ورشة الأستاذ عبدالرحمن الذبياني الخبير في مجال التدريب والتنمية والتعليم والتخطيط التربوي عن «بناء فرق العمل التطوعي». وانتهت الورشة الثالثة والأخيرة بمحاضرة «إدارة الأموال في قطاع الخدمات التطوعية» للأستاذ سمير الخطيب. واختتم الملتقى يومه الثالث بتسعة ورش ومحاضرات أبرزها ورشة حياتي والتطوع للأستاذة نجلاء الفهد، وورشة افكار إبداعية للعمل التطوعي للمهندس محمد الأهدل، وورشة تجارب في التطوع للأستاذ سعد الطليحي، ومحاضرة للدكتورة هدى الحمود بعنوان «المتطوعون الشباب ووسائل تحقيق الشراكات المجتمعية الناضجة»، وغيرها من الورش والمحاضرات التي أستمرت طوال اليوم، وتخللها عدد من المسابقات والمسرحيات. وقد تضمن اليوم الثالث والأخير للفعاليات تكريما لجميع المشاركين، وكذلك الإعلان عن أبرز المبادرات التطوعية، حيث فاز في المجال الفردي فريق السعودي الصغير، وفي المجال المدرسي فريق ولدي في خدمة بلدي، وفي المجال الأسري فريق بذرة، وفي المجال المجتمعي فاز فريق أكنة. وبلغة الأرقام جاء الملتقى حافلا بثراء معرفي وتطبيقي كبير من خلال 19 ورشة عمل، و6 محاضرات، وأمسيتين شعريتين، ومسرحية واحدة، إضافة إلى بعض التدريبات العملية للمشاركين والمشاركات التي يقدمها خبراء وخبيرات في مجالهم على مدى ثلاثة أيام، تصدرتها عناوين مثل: مفاتيح التحفيز الذاتي في التطوع وأثر العمل التطوعي في السعادة الداخلية والتطوع الإعلامي واختيار الأسلوب الأمثل في الجذب الذكي والإقناع بطرق ذكية في توصيل الدعوة للتطوع، إضافة إلى قيادة الفرق التطوعية الطلابية. كما استقطب المعرض المصاحب للملتقى أبرز الفرق التطوعية في مجالات متنوعة منها الطبية والوطنية وخدمات المجتمع ومكافحة التعصب الرياضي والعصبية القبلية، وصولاً إلى دعم الأسر المنتجة ورعاية الأيتام وتقديم الخدمات للمسنين وأطفال التوحد والاهتمام بالمساجد، وأيضا تلك التي تعمل غرس ثقافة التطوع وتفعيل طاقات الأفراد والمؤسسات والمسؤولية المجتمعية ودعم الأعمال التطوعية إعلاميا. حول ذلك أكد ناصر العريني، مدير عام برنامج فطن أن الملتقى استطاع أن يجمع المتطوعين والراغبين في الالتحاق بالعمل التطوعي من الطلاب والطالبات تحت سقف واحد من أجل تنسيق جهودهم وصقل خبراتهم وفتح آفاق جديدة من العمل التطوعي أمامهم وعرض أهم تجاربهم وأثرها في المجتمع. يذكر أن برنامج فطن يواصل حضوره في الميدان، حيث تؤكد الأرقام تفعيله في 23 ألف مدرسة وتكامل 13 ألف مدرب وثلاثة آلاف متطوع وتأسيس 23 ألف مركز إعلامي مدرسي ينشرون جميعهم إيجابية الوطن ورسالة التعليم الدينية والوطنية، كما بلغت أعداد المتقدمين للمشاركة في مبادرات التطوع ضمن البرنامج موجهة للشباب 320 مبادرة تم قبول 40 منها.