قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بزيارة إلى ارض الكنانة إلى جمهورية مصر العربية بأول زيارة له لمصر بعد استلامه الحكم وفي ظروف حالكة، ومصلحة الأمة العربية خاصة والإسلامية عامة في أمس الحاجة لمثل هذه اللقاءات بين زعماء الدول العربية والإسلامية وخاصة مصر والسعودية وعلاقتهما قوية قديما وحديثا تربطهما وشائج الأخوة والدين واللغة والمصالح المتبادلة، علاقة مصر بالسعودية جسدها وأرسى قواعدها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود بزيارته التاريخية لمصر عام 1946م والتي استقبله فيها شعب مصر ومليكه ومثقفوه بكل حفاوة واحترام، وقد عاد من تلك الزيارة يتحدث لشعبه عنها، وهنا بعض ما قاله عن تلك الزيارة): إن في «كل شبر مشيت فيه من أرض الكنانة من الحفاوة والإكرام، ما لا يحيط به الوصف، ولا يفي بحقه وافر الشكر، فقد كانت قلوبهم تتكلم قبل ألسنتهم بما تكنه لي ولبلادكم من حب». (بل وفي كل مناسبة كان الملك عبد العزيز يشيد بما لقيه في مصر من حفاوة وتكريم، كذلك أشار الملك عبد العزيز -عقب مقابلته لوفد رابطة الحجاج الجامعيين- إلى أن ما قابله في مصر أمر فوق الطاقة،كما عبر الملك عبد العزيز عن الحفاوة البالغة التي لقيها أثناء زيارته لمصر من مليكها وحكومتها وشعبها بقوله): «ليس البيان بمسعف في وصف ما لاقيته، ولكن اعتزازي أني كنت أشعر بأن جيش مصر العربي هو جيشكم، وجيشكم هو جيش مصر، وحضارة مصر هي حضارتكم، وحضارتكم هي حضارة مصر، والجيشان والحضارتان جند للعرب». وهذه الزيارة التاريخية للملك سلمان لمصر تعد زيارة ليست عادية بل تاريخية بكل المقاييس، وتأتي من ملك دولة عربية كبرى لشعب عربي محب للسعودية، وقد تم فيه إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي ستعود بالخير على المملكة ومصر إن شاء الله تعالى، ومن كلمة خادم الحرمين الملك سلمان (وامتداداً لهذه الجهود المباركة فقد اتفقت مع أخي فخامة الرئيس على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم). إن هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما سيشكل الجسر منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبراً أساسياً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة. هذه الزيارة ناجحة بكل المقاييس أسأل الله العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لما فيه خير وصلاح الأمة الإسلامية عامة والعربية خاصة وأن يوفق قادة البلاد العربية والإسلامية للخير والصلاح والله من وراء القصد.. عبد المطلوب مبارك البدراني - وادي الفرع