حين تقف أمام مشهد تلك العلاقات التليدة، لتراها قديمة قدم الوعي العربي بأهمية الوحدة العربية، التي بدأت على يد الملك عبدالعزيز ونظيره الملك فاروق، وانطلقت أسسها باحترام سيادة كل دولة دون تأثر بأية أحداث أخرى.. فخلال مؤتمر «فكر 18» والذي عقد بالقاهرة في ديسمبر الماضي، وصف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، قوة ومتانة العلاقات بين الشقيقين، قائلا إن «هناك محاولات للوقيعة بين مصر والمملكة، إلا أن أملهم خاب في كل مرة»، مشددا على أن «علاقات مصر والسعودية مرت بمراحل، وستبقى دوما قوية ومتينة». وهذه الزيارة تؤكد كلمات الأمير خالد الفيصل، وهي أبلغ رد على محاولات البعض تعكير العلاقة بين البلدين، ومن بينها تقارير أمريكية زعمت وجود توتر في علاقات القاهرة والرياض على خلفية وجود خلافات في وجهات النظر في بعض الملفات بالمنطقة. تلك المزاعم لا يمكن فصلها عن محاولات إيران لزعزعة الأمن القومي العربي، علماً بأن طموحات التمدد الإيراني في المنطقة العربية لن تتحقق إلا في حال إشعال الخلافات العربية - العربية، علماً بأن الترويج لمثل هذه المزاعم من شأنه أن يصب في مصلحة المطامع الإيرانية. ولعل مواقف المملكة تتسق دوما مع مبادئها التي أرساها المؤسس الملك عبد العزيز -يرحمه الله- ويسير عليها من بعده أنجاله جيلا بعد جيل خاصة تجاه مصر، حيث قال لأبنائه «أنظروا إلى مصر، إذا ظلت قوية فنحن أقوياء، وإذا ضعفت سيضعف معها جميع بلاد العرب»، كما قال أيضا أنه لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب، وكان حريصا على توقيع معاهدة الصداقة مع مصر في عام 1936». ومن مواقف الملك عبدالله ومواقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل- يرحمهما الله، إضافة إلى مواقف المملكة إبان ثورة 30 يونيو، انتقالا إلى المواقف الداعمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وتبنيه ودعمه للرئيس عبدالفتاح السيسي وتفاهما مع بعضهما البعض لتنمية سيناء. إذ يبلغ حجم الاستثمارات السعودية القائمة والحالية في مصر 5.3 مليار دولار، فيما يبلغ حجم الاستثمارات المصرية في المملكة 1.1 مليار دولار، ونحن في مصر نتطلع لزيادة حجم هذه الاستثمارات، حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإزالة كافة العقبات التي تواجه المستثمرين السعوديين، وقد تم حل الكثير من المشاكل التي تقف أمام المستثمرين، ونتوقع أن تشهد الأشهر القليلة القادمة حل كافة المشاكل التي تعترض المستثمرين السعوديين في مصر. كما يوجد في المملكة 1.8 مليون مصري ، يوجد حوالي 600 ألف سعودي مقيم بمصر، مما يجعل تلاحم الشعبين سراً عصياً على المغرضين، بل أكد مسؤولون سعوديون أن الجالية المصرية من الجاليات قليلة المشاكل بالمملكة، حيث لا تتعدى 1 -2% من إجمالي مشاكل الجاليات وهي جالية مساهمة في التنمية وملتزمة ومحترمة للأنظمة والقوانين السعودية.