الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للشقيقة مصر، والتي تعد هي الزيارة الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم.. وهذه الزيارة حظيت باهتمام كبير من مختلف الأوساط السياسية ومن مختلف القيادات الوطنية والشعبية.. ومنذ الإعلان عن موعد الزيارة، راح بعض من كبار كتاب الرأي وأشهرهم في مصر بالإشادة بهذه الزيارة. «الجزيره» تابعت ما كتبوه في أعمدتهم ورصدت ذلك: قمة السيسي وسلمان الأستاذ مرسي عطا الله في الأهرام كتب يقول: مع اقتراب موعد القمة المصرية السعودية التي تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز على أرض مصر «الخميس»، تتزايد الآمال حول إمكانية نجاح الزعيمين الكبيرين في وقف حالة التدهور التي أصابت الأمة العربية في السنوات الأخيرة، باعتبارها الخطوة الأولى والضرورية لإحياء صيغة العمل العربي المشترك، لتحصين الأمة في وجه المخاطر المحدقة بها. وعندما نتحدث عن الحاجة إلى صيغة جديدة لإحياء العمل العربي المشترك، فإن ذلك لا يعني أي إلغاء لخصوصية الرؤية الذاتية لكل قطر عربي حول كيفية التعامل مع الأخطار والتهديدات الإقليمية والدولية، طالما أن الكل يتفق على الحد الأدنى من متطلبات بناء رؤية مشتركة تضمن الحفاظ على وحدة المصالح المشتركة. وعلى سبيل المثال، فإن بعضاً في العالم العربي يرى في إيران خطراً لا يستهان به، لإصرارها على مواصلة التدخل في شئون الدول العربية، بينما يرى البعض الآخر أنه لا يمكن النظر إلى الخطر الإيرانى وإغفال النظر إلى الخطر التركى المماثل والذي بلغ حد توفير الملاذات الآمنة واستضافة منابر التحريض على الأرض التركية ضد مصر واختيارات شعبها... وربما نتيجة لهذه الانشغالة بإيرانوتركيا خفتت درجة الإحساس بالخطر الأهم والأكبر المتمثل في إسرائيل ومخططاتها التوسعية. وليس سراً أن السعودية تبذل جهوداً طيبة وحثيثة لإصلاح ذات البين بين مصر وتركيا انطلاقاً من اعتقادها بأن ذلك أمر تفرضه ضرورات إعادة التوازن للمنطقة في مواجهة التغول الإيرانى نتيجة تراجع الدور الأمريكي في سوريا، والذي صاحبه بروز جديد ومفاجئ للدور الروسي على الأرض السورية... وهنا يكون السؤال لماذا لا يتزامن مع جهود إصلاح ذات البين في علاقات مصر مع تركيا جهود موازية لإصلاح العلاقات الإيرانية مع دول الخليج حتى يمكن قطع الطريق على من يريدون إبقاء العرب في حالة استقطاب إقليمى بين إيرانوتركيا. وفي ظني أنه إذا نجحت القمة في وضع النقاط على الحروف وتحديد مداخل ومخارج التصالح أو المواجهة مع الأطراف الإقليمية غير العربية، فإن ذلك سوف يمثل إنجازاً عظيماً يدرأ مخاطر التدخل الأجنبي في الشئون العربية الذي بلغ حداً يصعب استمرار السكوت عنه في مواجهة تركياوإيران وإسرائيل. مرحباً بالملك سلمان وتحت عنوان «مرحباً بالملك سلمان، كتب الدكتور أسامة الغزالي حرب: في ذكرى مرور تسعين عاماً على العلاقات المصرية السعودية (منذ معاهدة 1926 بين البلدين) تستقبل مصر غداً الملك سلمان بن عبد العزيز. ومع أننى أتحفظ كثيراً في استخدام وصف «تاريخى» لحدث ما، إلا أننى أعتقد أن هذا الوصف ينطبق بحق على تلك الزيارة... لماذا؟ أولاً، لأن العلاقة التاريخية بين البلدين - منذ أن ولدت المملكة السعودية على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - هي علاقة شديدة الخصوصية، لا تعادلها علاقة أي من البلدين بأي بلد آخر، إنها أشبه بعلاقة الرحم - إن جاز هذا التعبير هنا. ولذلك فإن أشد الأعاصير السياسية (مثل الخلافات بينهما في عهد عبد الناصر، أو ما حدث في عهد السادات بعد توقيع المعاهدة مع إسرائيل) لم تفلح أبداً في هز جذور هذه العلاقة الفريدة. ثانياً: أن خصوصية مكانة السعودية في العالم الإسلامي، المرتبطة بحضانتها وحمايتها ورعايتها الفائقة للمقدسات الإسلامية، وخصوصية وضع مصر فيه المستمدة من دورها ومن أزهرها، تجعلهما معاً المنارة الأهم للدعوة الإسلامية المعتدلة والوسطية التي يتطلع العالم لها اليوم في مواجهة التطرف الذي يهدده باسم الإسلام. ثالثاً: أن مصر والسعودية هما - بلا شك - حجر الزاوية في النظام الإقليمى العربي الذي يتجسد نظامياً في الجامعة العربية، والذي يشكل أساس كل تعاون عربي فعال، فلا معنى لوحدة عربية، أو لأي مستوى من التنسيق العربي في غياب مصر والسعودية. في ضوء ذلك يبدو واضحاً تهافت التخرصات والشائعات عن ضعف أو وهن هذه العلاقة والتي تطلقها أبواق يائسة منبوذة. وعلى العكس فإن هذه الزيارة بالذات حظيت بإعداد جيد يبشر بأن تكون نقطة تحول، وقفزة إلى الأمام في العلاقات بين البلدين. مرحباً بالعاهل السعودي الكبير بين أشقائه في مصر التي أحبها، والتي تحبه وتقدره، وترحب به وبالوفد الكريم المرافق له. الملك عندنا وكتب شريف عابدين في الأهرام تحت عنوان «الملك عندنا.. ولا عزاء للشامتين: إذا سألت مواطناً بسيطاً عن زيارة خادم الحرمين الملك سلمان لمصر، فستجد كلمات متعجلة لاهثة تحمل الحب والتقدير والامتنان لبلاد الحرمين الشريفين، بالطبع مبعث التقدير ليس دينياً فحسب كون زيارة الضيف الكبير تحمل نسمات عطرة من الأراضى المقدسة ولكن اعترافاً أيضاً بمواقف العزة والشهامة التي طالما كللت المواقف السعودية من مصر منذ قيام المملكة. لن تجد مصرياً يضع يده على قلبه كما اعتاد أن يفعل كلما سمع عن زيارة رئيس دولة للقاهرة، وما يستتبع ذلك من إجراءات أمنية مشددة وإغلاق طرق وطوارئ تحبس الناس في الشوارع لساعات، فالضيف هذه المرة استثنائي يحل أهلاً وسهلاً، ومواقف بلاده تحفظ لها عند المصريين رصيداً هائلاً من الحفاوة والتكريم. لن نتطرق إلى ما ستتضمنه الزيارة من بروتوكولات وقضايا للتباحث واتفاقيات للتوقيع، فالأهم هو الإشارات القوية التي ترسلها قمة القاهرة لكل الشامتين داخل الوطن العربي والغربي على السواء، من تصوروا أن عهد «السيسي سلمان» أطاح بوشائج لم تنقطع يوماً بين البلدين، أو تخيلوا أن التباين في وجهات النظر بين العاصمتين من شأنه تقويض الشركة التاريخية بينهما. خادم الحرمين يرفض زيارة القاهرة، بزعم أنه لو كان يرغب في ذلك لفعلها في أثناء عودته في سبتمبر الماضي من واشنطن، وقادتهم ظنونهم لتخيل أن الخلافات حول اليمن وسوريا أو حول تشكيل قوة ردع عربية يمكن أن تفك الارتباط الوثيق بين محوري الأمة، ولم يع هؤلاء حقيقة أن قائدي البلدين يستوعبان تماماً حقيقة ما يحاك من شر للأمة، وأن حجم المؤامرة يفرض السمو فوق أي خلافات بين شقيقين، وبقدر إيمان كل منهما باستقلالية قراره وسيادته بقدر يقينه بأنه من المستحيل أن تفسد علاقات لها جذورها العصية على المتآمرين. ولعل خادم الحرمين قد حمل رده الشخصى على المتربصين بالأمة بتخصيص جزء من زيارته الرسمية لمصر للقيام بزيارة خاصة لبعض المواقع الدينية والسياحية، ليتحلل من الجانب الرسمي ويستمتع كمواطن عربي بأجواء دافئة ومناظر طبيعية لطالما عبر عن الاشتياق إليها، ولم تحوله عنها سوى المسئوليات الجسيمة حتى من قبل تولي قيادة المملكة. الزيارة تثلج الصدور د.سمير البهواشي يكتب في موقع انفراد: فخامة الملك سلمان.. مرحباً بكم حللت أهلاً ونزلت سهلاً، لا شك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية الشقيقة تثلج قلب كل مصري، ولطالما انتظرها المصريون لتلجلم ألسنة المتربصين بالوطن العربي عامة وبمصر والسعودية خاصة وتلقم أفواه مروجي الشائعات حجراً يكتم أنفاسهم ويخرس ألسنتهم، ويذكرهم أن ليس للكذب أرجل يسير بها فيظل حبيس ظل الكاذبين أو يقف عليها فيتعرف عليه ذوو النيات الطيبة فيقذفوه بالحق فيدمغه فإذا هو زاهق كما يزهق الله كل باطل؟؟ ولن تنسى مصر ما عاشت مع مواقف الملك الراحل عبد الله منها بعد ثورة الثلاثين من يونيو وبعد انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيساً للجمهورية، إذ حضر بنفسه للتهنئة رغم مرضه في طريق عودته من رحلة علاج واستقبل الرئيس السيسي في طائرته بمطار القاهرة ليؤكد للعالم كله ولأمريكا والغرب على الخصوص وقوف المملكة بجوار شقيقتها الكبرى مصر بكل ما لها من ثقل سياسي واقتصادي في العالم، ولن ننسى دعوته إلى مؤتمر شرم الشيخ لدعم اقتصاد مصر. والأشقاء السعوديون يعرفون أكثر من غيرهم كيف أن مصر لا تبخس حقوق إخوتها ولا تنسى وقوفهم إلى جانبها وقت المحن، ويعرفون أيضاً أنه إذا قويت مصر وقوي اقتصادها كان درعاً قوياً لأمتها وحصناً آمناً لأبنائها، كما يعرف إخوتنا في السعودية ونحن في مصر أنه إذا توحدت كلمة مصر والسعودية ورؤيتهما ورؤاهما، كان في ذلك الخير للأمة جمعاء وساعد في حل مشكلاتها والتغلب على معوقات نموها. ومن أجل ذلك أو بعضه ها هو فخامة الملك سلمان بن عبد العزيز وأخوه الرئيس السيسي يلتقيان في قاهرة المعز ليقولا للعالم كله، إن مصر والسعودية «إيد واحدة وأفكار متعددة تتوازى ولا تتقاطع»، وأنهما معاً سوف يفشلان خطط الغرب لتقسيم الشرق الأوسط، وأنهما يحاربان الإرهاب المتخفى بعباءة الإسلام، ويدينانه ويدينان أي عمل تخريبي في أي دولة من دول العالم بما فيها الغرب وأمريكا الراعي الرسمي للإرهاب سراً رغم إدانتها له جهراً، فالعرب بمبادئهم لا يتعاملون إلا بوجه واحد، وليسوا كغيرهم من بعض دول الغرب «في الوش مراية وفي القفى سلاية»، كما يقول المثل المصري. مرة أخرى أرحب ويرحب معي تسعون مليون مصري بفخامة الملك سلمان، فقد جئت أهلاً يحبونك ويحبون تراب بلدك، حيث يواري رفات حبيبهم الأكبر وأعظم من مشى على الأرض سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحللت سهلاً في بلدك الثاني مصر ضيفاً عزيزاً على أخيك فخامة الرئيس السيسي حماه الله وإياكم وعشتما ذخراً لأمتكم العربية والإسلامية. أهمية كبيرة وأكد الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، المقررة إلى مصر في 4 إبريل المقبل لها أهمية كبيرة، مشيراً إلى أنها تعد الزيارة الأولى التي يقوم بها إلى مصر، موضحاً أن أهمية الزيارة ترجع إلى عدة جوانب، منها الجانب السياسي حيث تأتي دعماً للعلاقات الثنائية بين مصر والسعودية وتأكيداً على الدور المهم الذي تقوم به البلدان باعتبارهما أبرز القوى وركائز الأمن القومي، كما أنه يدحض كل الافتراءات التي يطرحها بعض بأن هناك شيئاً ما في العلاقات بين الرياضوالقاهرة. وأضاف إسماعيل أن مكافحة الإرهاب سيكون من أبرز الموضوعات التي سيتم طرحها خلال المباحثات، حيث تعاني السعودية من بعض محاولات القوى الظلامية من اختراق شرق المملكة، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً مستمراً بين مصر والسعودية في مجال تشكيل القوة العربية المشتركة، معرباً عن اعتقاده بأن كلا البلدين سيكونان ركيزة أساسية لتشكيل هذه القوة، والتي برزت من خلال تدريبات الشمال التي شهدتها البلدان الشهر الماضي. ولفت مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إلى أن الجانب الاقتصادي سيكون من أهم الموضوعات المطروحة خلال القمة، موضحاً ،نه ستكون هناك العديد من المشروعات المشتركة بين مصر والسعودية، حيث أعلنت المملكة عن طرح العديد من المشروعات الاستثمارية التي ستقوم بها في مصر، والتي بدأت منذ تدشين مؤتمر شرم الشيخ للإصلاح الاقتصادي في مصر، وبالتالي فإن المملكة تعد أبرز الشركاء التجاريين لمصر في هذا الجانب، إلى جانب دور المملكة الأساسي على الجانب العسكري في حماية أمن الخليج العربي، الذي لا يمكن فصله عن الأمن القومي العربي، وبالتالي التعاون المصري السعودي يعد أحد الركائز الأساسية في وجود الأمة العربية بأثرها. وأوضح إسماعيل، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز، سيكون بمنزلة قمة عربية مشتركة، لأن المملكة السعودية تعبر عن صوت الخليج المعتدل، ومن ثم فإن العلاقات المصرية الخليجية هي علاقات إيجابية خاصة في ظل التوتر العالمي الحالي نتيجة تزايد الحركات الإرهابية، وأيضاً لمواجهة المد الشيعي الذي تتزعمه إيران حالياً والذي تحاول من خلاله اختراق الصف السني الموحد بقيادة السعودية.