في الموسم قبل الماضي ساهم الاتحاد في تحديد مسار الدوري من خلال تقديم مستويات متواضعة في مواجهة المتصدر آنذاك فريق النصر، حيث منحه أهم ثلاث نقاط في تلك المرحلة حين خسر أمامه في الرياض بعد أن أشرك تشكيلاً غريباً في عناصره ومراكز لاعبيه في مباراة مصيرية مهمة كان يمكن أن تؤثر على النصر في منافسته مع الهلال على الصدارة، فشاهدنا عبدالفتاح عسيري يلعب في الظهير الأيسر وعدد من اللاعبين في غير مراكزهم ليحصل النصر على نقاط المباراة وينطلق نحو بطولة الدوري.. وفي هذا الموسم نجد فريق كرة القدم بنادي الاتحاد يلعب دوراً حاسماً في مسار اللقب.. فقد منح الأهلي منافسه التقليدي ست نقاط كاملة بالخسارة أمامه في الدورين ذهاباً وإياباً وآخرها أمس القريب (السبت الماضي) حين شارك الاتحاد عددا من العناصر الشابة والجديدة التي لا تملك الخبرة ولا التجربة لتخسر بالأربعة.. في الوقت الذي نجح الاتحاد في سلب الهلال المنافس الآخر للأهلي ست نقاط كاملة بالفوز عليه ذهابا وايابا وتقديم أفضل مبارياته أمام الهلال.. ليهدي الأهلي 12 نقطة كاملة سيكون لها تأثير كبير في حسم اللقب أو مساعدته في مسعاه نحو اللقب. أقول ذلك لأوضح أهمية وجود فرق قوية في المنافسات وقدرتها على تعطيل المنافسين وتحديد مسار البطل والتأثير في المنافسة، وهو ما لم يحدث في الدوري السعودي في السنوات الأخيرة، ربما باستثناء هذا الموسم الذي شهد بعض النتائج المفاجئة والتي ينطبق عليها مثل هذا القول. وشخصياً لم أتوقع مطلقاً أن يعطل الاتحاديون الأهلي أولاً لعدم قدرتهم أصلاً على ذلك وثانياً لعدم الرغبة (الحقيقية) في إبعاد الأهلي عن المنافسة رغم المنافسة، حيث شاهدنا في كثير من المرات جماهير أهلاوية تساند الاتحاد أمام الهلال وكذلك العكس، حيث تتوقف المنافسة بين الفريقين مؤقتاً حين يكون الخصم الهلال، وهذا تحديداً ينطبق على الاتحاديين وخصوصاً وقت سلطة وإدارة عضو الشرف منصور البلوي المؤثرة، كما حدث أمام النصر في المباراة المشار إليها الموسم قبل الماضي.. ولذلك على الهلاليين أن لا ينتظروا نجاحاً اتحادياً يستفيد منه فريقهم مهما كانت الأسباب، في حين أن النصر مثلاً المنافس الحقيقي للهلال لا يجد حرجاً في أن يستفيد الهلال من نتيجة إيجابية يحققها طالما هو يلعب لاسمه وتاريخه، وآخرها ما حصل هذا الموسم حين نجح النصر في تعطيل الأهلي رغم ان المستفيد هو الهلال وهنا هي المنافسة التي ننشدها.. عموماً إذا كان هناك من تعثر للفرق المتنافسة وخصوصاً الأهلي، فإنها تكون أقرب أمام فرق أخرى تبحث عن النقاط للنجاة أكثر منها أمام الفرق القوية والكبيرة! لمسات ** بنتائج الجولة الأخيرة للدوري وتحديداً تجاوز الأهلي السهل للاتحاد ستكون مواجهة الفريقين المتنافسين على اللقب وهما الأهلي والهلال هي الحاسمة في تحديد البطل (ربما) وعلى الهلاليين هزيمة الأهلي ليؤكدوا جدارتهم باللقب وينتزعوا الصدارة منه، وإذا فعلها الأهلي هو الآخر فسيحقق لقباً مستحقاً. ** الحديث عن تغيير الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني الذي يرأسه الهولندي مارفيك لا معنى له ولا وجاهة في ظل نجاحه مع المنتخب طوال مهمته.. المطلوب فقط تلاقي بعض الملاحظات فيما يخص تواجده ومتابعته للدوري ودعمه ببرنامج إعداد قوي. ** الجولة الآسيوية اليوم وغداً جولة هامة وحاسمة وخصوصاً للهلال الذي يعتبر قريباً من التأهل متى ما كسب نقاط الجزيرة، وكذلك النصر الذي يجب عليه الحفاظ على مركزه الجيد في المجموعة.. أما الاتحاد والأهلي فهما مرشحان للمغادرة الأول لضعف المستوى والثاني لترتيب الأولويات حيث يركز الفريق على الدوري بشكل كامل. ** الصحوة القوية للرائد مؤخراً ومواصلة تحقيق نتائج إيجابية جعلته مرشحاً للبقاء وبقوة.. ولذلك فقد اشتعل الصراع في المؤخرة بشكل يفوق صراع مقدمة الدوري!! ** تأثير عودة الكابتن طارق كيال على الأهلي واضح جداً ومؤثر في نتائج الفريق الأخيرة، شخصياً أعتقد أن وجود الكيال ساهم في سيطرة المدرب جروس على اللاعبين وشد من أزره في قيادة الفريق وعودته لمستوياته الجيدة في الموسم الماضي. ** كل الفرق التي اقتربت من المنافسة خسرت وسقطت سقوطاً مدوياً جراء الضغط الكبير الذي شعر به لاعبوها فبعد تجدد آمال الشباب سقط ثم الاتحاد أيضاً سقط وآخرهم التعاون الذي ما ان اقترب وأصبح ينظر لتحقيق المركز الثالث حتى سقط هو الآخر.. إذاً المنافسة على البطولة تحتاج خبرة لا تمتلكها بعض الفرق.