السبب الواضح هو ضعف حماية هذا اللقب من الانتهاك، وتقصير الجهات الرسمية المسئولة عن (الإعلاميين) التي لم تحم المهنة من الدخلاء، إضافة إلى كليات أو أقسام الإعلام في جامعاتنا التي قصرت كثيراً في هذا الجانب، وأخيراً يقع اللوم على الجهات الإعلامية التي تجيز لنفسها أن تكون منصة لسارقي ومنتهكي لقب (إعلامي) للخروج عبر شاشاتها. الإعلام لا يحتاج إلى دراسة، فكل من يجد في نفسه القدرة، والقبول بين المُتلقين يحق له الخروج عبر وسائل الإعلام، ليُطلق عليه في اليوم التالي (إعلامي)، كما أن مُجرد إبداء رأي، أو الخروج عبر شاشة تلفزيونية، يُجيز لك أوتوماتيكياً منح نفسك لقب (إعلامي) بكل استحقاق، هذه ليست كذبة (إبريل) بل هي حقيقة مؤلمة ومُشاهدة. الكثير من التخصصات تحمي مُنتسبيها، وتحمي المهنة من المُتطفلين، وتلزم من يريد ممارستها بالخضوع لدورات تأهيل، للحصول على الحد الأدنى على الأقل من أصول الممارسة، أم الإعلام فهو ساحة مُباحة لكل من هب ودب، بدأ من صاحبات الرموش، ووصولاً لأصحاب الكروش، وهو ما أثر سلباً على طرحنا ومواقفنا الإعلامية، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى (إعلام وطني) صادق ومُتخصص وفق نظريات علمية، وليس اجتهادات وتخبطات فردية. أكثر مهنة يتم انتهاكها عبر شبكات التواصل الاجتماعي اليوم هي (الإعلام)، فنسبة منتحلي هذه الشخصية أكثر من غيرهم، ولأسباب عديدة، لا أحد سيسألك عن مؤهلك إذا ذكرت أنك (إعلامي)، بينما ستقوم الدنيا لو وضعت (دال) قبل اسمك ؟ فهل الإعلام يحتاج لحملة (علَموني) على وزن (هلكوني) ؟ لتمييز المتخصصين من المُتطفلين ؟!. أسهل طريق للشهرة والنصب والاحتيال هو الحصول على لقب (إعلامي), باستغلال المناخ المفتوح للمُمارسة الإعلامية في بلادنا عبر جميع المنصات المُتاحة، ولا أعرف إن كان هذا الأمر إيجابياً أم سلبياً؟. المؤكد برأيي والذي أدعوا إليه هو (قصر اللقب) على المُتخصصين فقط وحاملي الشهادات الإعلامية، ومنح غيرهم لقب (مُمارس إعلامي) بعد خضوعهم لدورات تأهيل مُتقدمة لكيفية المُمارسة الصحيحة؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.