تغطي أشجار الشاي ذات اللون الأخضر الزمردي تلال منطقة ناندي وكانت دائما مصدر رزق لصغار المزارعين مما ساهم في أن تصبح كينيا واحدة من أكبر الدول المصدرة للشاي في العالم. لكن بدلا من أن يدر الجو المثالي والمحصول الكبير الدخل الوفير على المزارعين أدى إلى تخمة في المعروض من الشاي الأسود الذي تتميز به كينيا. ويقول المزارع صامويل بوسيني (72 عاما) إن سعر كيلوجرام الشاي انخفض 40 بالمئة عنه قبل ثلاثة أعوام وانه يفكر في اقتلاع أشجار الشاي. وقال بوسيني الذي زرع أول محاصيله في الثمانينات «الحياة كانت رغدة. ولكن إذا لم تتغير الأسعار سنضطر لاقتلاع الشاي». وقد يجلب الخطر الذي يتهدد بوسيني ومزارعين صغارا آخرين يحصدون نحو ثلثي إنتاج كينيا من الشاي مشاكل أكبر لاقتصاد البلاد. ولا تزال الحكومة الكينية تعمل بجد نحو جذب المزيد من المصارف الإسلامية نحو بلادها فضلا عن تجديد دعواتها للأموال الخليجية في حالة لجوئها للاقتراض عبر الصكوك. ففي السنة الماضية، قال مسؤول تنفيذي إن بنك «ستاندرد تشارترد» أطلق خدمات مصرفية إسلامية في كينيا، وذلك في أول حضور لعلامته التجارية «صادق» في أفريقيا، مضيفا أن البلد سيصبح قاعدة اختبار للتوسع في القارة بأكملها. وتأتي هذه الخطوة بعد أن اقترحت كينيا إطارا تنظيميا مستقلا للتمويل الإسلامي كجزء من إستراتيجية أوسع تهدف لتعزيز أسواق رأس المال في أكبر اقتصاد بشرق القارة. ومن المقرر أن يقدم «ستاندرد تشارترد» مجموعة متكاملة من المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في سوق يعمل بها بنكان إسلاميان بالكامل، ومجموعة من النوافذ الإسلامية التابعة لبنوك تقليدية. ويشكل التمويل الإسلامي نحو 2 % من مجمل النشاط المصرفي في كينيا، التي تبلغ نسبة المسلمين فيها نحو 15 % من السكان البالغ عددهم 40 مليون نسمة. وجذبت كينيا اهتمام بنك إسلامي آخر على الأقل هو بنك دبي الإسلامي، الذي قال رئيسه التنفيذي إنه يعتزم توسيع نطاق عملياته بدخول كينيا. الشاي الأسود وبحسب تقرير رويترز، فصادرات الشاي أحد أكبر مصادر العملة الصعبة لكينيا إلى جانب الزهور وصادرات زراعية أخرى وفي العام الماضي سجلت كينيا إنتاجا قياسيا بلغ 432 مليون كيلوجرام وحقق دخلا 1.3 مليار دولار. وفي المقابل بلغ دخل صادرات البن 214 مليون دولار في عام 2012-2013. ومع تباطؤ النمو الاقتصادي في كينيا لأقل من ستة بالمئة مقارنة مع سبعة بالمئة في 2007 أضحى الشاي المحرك الرئيسي للنمو متفوقا على السياحة التي تضررت جراء هجمات ألقيت المسؤولية عنها على متشددين يتمركزون في الصومال من بينها هجوم على مركز وستجيت للتسوق في نيروبي. وتسهم إيرادات الشاي في دعم الشلن الكيني الذي يتعرض لضغوط جراء نقص الدولارات. وقال ادوارد جورج رئيس مجموعة أبحاث في ايكوبانك في لندن «تأتي كينيا في الصدارة من حيث الجودة ينبغي أن تسعى للحفاظ على مركزها المتقدم كمورد رئيس للشاي الأسود في السوق العالمية». وانخفضت أسعار الشاي على مستوى العالم نتيحة زيادة الإنتاج والصادرات من دول أخرى. وتواجه كينيا منافسة من الصين وسريلانكا على صدارة صادرات الشاي العالمية. وفي الوقت الحالي تبيع كينيا 70 بالمئة من إنتاجها لخمس دول تفضل الشاي الأسود الكيني. أحد هذه الدول بريطانيا التي كانت تستعمر كينيا في السابق وأدخلت زراعة الشاي على نطاق واسع في الأربعينات ولكن الاستهلاك هناك بلغ مستوى ثابتا. الدعم الخليجي ومنذ 2008، تهافت الخليجيون لزراعة الصرافة الإسلامية في شبه الصحراء الإفريقية عبر البوابة الكينية، ففي ذلك الوقت، منحت كينيا ترخيصاً لأول بنك إسلامي لديها يعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية بشكل كامل. وشكل هذا علامة بارزة في منطقة شرق إفريقيا التي تعمل فيها البنوك التقليدية ببطء نحو الأخذ بفكرة الصيرفة الإسلامية. وفي 2008، سمحت الحكومة الكينية للبنك التجاري الكيني بالبدء بالعمليات التشغيلية لبنك الأمانة الإسلامي. وينظم إلى البنك الكيني, البنك «الإفريقي الخليجي» الذي افتتح أبوابه في 2008. ويتكون حملة أسهم هذا البنك الرئيسيون من ائتلاف من المستثمرين يضم وحدة بنك مسقط، وشركة استثمار التي يعمل بالوكالة عن حكومة دبي، ومستثمرين سعوديين. أما البنك الإسلامي الثاني بكينيا فهو «فارست كوميونتي». وتضم قائمة حملة الأسهم الرئيسيين لهذا البنك، بنك الشارقة الإسلامي في الإمارات العربية المتحدة، وشركة المدينة للاستثمار، وشركة زمردة للاستثمار، وكلاهما من الكويت، إضافة إلى عدد من الكينيين (30 في المائة). وعلى الرغم من أن البنك سوف يكون مفتوحاً أمام الناس من خارج العقيدة الإسلامية، فإن فئته الرئيسية المستهدفة سوف تكون الجالية الصومالية التي يعرف أفرادها بأنهم من التجار الدوليين الحاذقين. ويبدو أن نمو الصيرفة الإسلامية في شبه الصحراء الإفريقية يعكس النمو الكبير على صعيد التقبل العالمي لهذا النظام، كما يعكس رغبة مختلف الأنظمة الإفريقية في التوصل إلى تفاهم مع مجتمعاتها المسلمة الكبيرة والتصالح معها. ولكن الأهم من ذلك أنه يعكس أيضاً التحول المتنامي باستمرار من جانب الأفارقة إلى اعتناق الدين الإسلامي، وبالتالي الحاجة إلى نظام مصرفي إسلامي يستجيب لاحتياجاتهم لأن الكثير منهم لا يتعاملون مع البنوك حتى الآن. وزيادة على ذلك، فإن تغلغل فكرة الصيرفة الإسلامية إلى قلب إفريقيا يتبع خطى تغلغل الدين الإسلامي في إفريقيا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث عملت كينيا كبوابة للدخول إلى شرق ووسط إفريقيا، وعملت جنوب إفريقيا كبوابة للدخول إلى جنوب شرق وجنوب غرب إفريقيا.