كم مضى من الوقت...؟ أسئلة كان يلقيها الوقت ويمضي كانت تأتي مع الشمس... كانت تكتبها على وبل المطر... على خد القمر... وتمضي. للحزن في حياتها تفاصيل كثيرة وللحزن في حياتها حكايات طويلة... كسنبلة باغتها الجفاف... سرق من وجهها لونها... من خدها عطرها... من عينها كحلها... شفتيها ابتسامها... من ليلها أنسها... من قلبها نبضها... هكذا يفعل الحزن بالعصافير... يستل منها القلب ويرحل... يا خذ منها الصبر ويرحل... حتى الأماني تتركها وترحل. تتذكر أغاني الليل على ضفاف الخليج... تنشد عن طائر لونه أخضر يأتي مع الصباح يغرد فوق ماء الخليج... يُلقي على نافذتها منديلاً معطراً يزورها في ليلة من ليالي تشرين. أتذكر حين سافر إلى عينيها النداء... ترنح على أرصفة الدروب البكاء لم تكن المسافة فاصلا بين الخلود والفناء كانت خطوتين... كان الكلام يسابق الكلام... وكان النداء يغرق في تفاصيل اللقاء كان وقتها الحب يتوالد من أبعاد المكان إلى المكان. أسأل... ومعي القلب يسأل هل تذكرين الكلمة الأولى التي قرأت... عندها قلت لك يا سيدة الحرف هاك أنا بين يديك ومن هنا بدأت... كنت ابحث عن اسم يليق بك... اليوم أتذكرك... وأعاود السؤال تلو السؤال حين كنت انتظر في صقيع الانتظار وحين تجيبين بسؤالك المعهود... (البستاني 2016م) - نص/ محمد الخضري