أكد الرئيس السوداني عمر البشير، أنه لن يكون هناك حوار مجدداً بعد انتهاء الحوار الوطني الذي وصل مراحله النهائية، معلناً رفض حكومته منح الحركة الشعبية (قطاع الشمال) حكماً ذاتياً بالمنطقتين «جنوب كردفان والنيل الأزرق»، وقوة مسلحة، مشيراً لإمكانية التوافق معهم على مناصب بالسلطة وإخضاع قواتهم لترتيبات أمنية. وأكد البشير - خلال كلمته أمام أعمال مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان - أن الممانعين والرافضين للحوار سواء أكانوا بالداخل أو الخارج قد عزلوا أنفسهم عن خيار أهل السودان، مبيناً أن الحرية لهم في رؤيتهم. وتعهد الرئيس السوداني بتنفيذ توصيات ومخرجات الحوار الوطني كافة بعد إجازتها من قبل الجمعية العمومية المقرر عقدها الأيام المقبلة، نافياً - في هذا الصدد - وجود أي تدخلات أو فرض وصاية على اللجان والتوصيات، معتبراً الحوار أكبر حدث سياسي واجتماعي يشهده السودان في تاريخه. وحث البشير على ضرورة تسويق مخرجات وتوصيات الحوار الوطني بالداخل والخارج، وإطلاع الرأي العام عليها للوقوف على حقيقة المداولات والنقاشات التي جرت بين القوى السياسية التي تحاورت داخل القاعات. وقال الرئيس البشير إن السودان يشهد استقراراً أمنياً واسعاً خاصة على مستوى دارفور، عقب دحر قوات التمرد التي أصبحت قوة مرتزقة تقاتل بالجنوب وليبيا، وأشاد بجهود الشرطة السودانية في تأمين وتوفير الأمن، فضلاً عن فك طلاسم أعقد الجرائم بفضل التطور في الأجهزة والمعدات والتأهيل والتدريب. واتهم البشير جهات - لم يسمها- بالتسويق لانفصال دارفور واتهام الحكومة بالسعي لذلك، مشيراً إلى أن الخيار في الاستفتاء لأهل دارفور وحدهم وليس سواهم، وأعلن أن دارفور آمنة ومستقرة ولن يكون بها مفاوضات مرة أخرى، وقال «نريد إغلاق ملف دارفور نهائياً». ونوه الرئيس السوداني إلى أهمية لفت النظر إلى مشروعات التنمية والإعمار التي تم تنفيذها بدارفور رغم الحرب، وتكلفة الإنشاءات العالية التي تُفرض من قبل الشركات بالنظر إلى الأوضاع الأمنية التي لم تكن مستقرة.