أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده لن تتعرض إلى أي عقوبات جديدة بفضل تعهدات روسية بعدم فرض أي عقوبات على السودان الذي يعاني من عقوبات أميركية منذ عام 1997. وكشف البشير الذي كان يخاطب مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم، عن قرار روسي بعدم فرض أي عقوبات على السودان، مشيراً إلى موقف موسكو في مجلس الأمن أخيراً عندما رفضت مشروع قرار أميركي بحظر تصدير الذهب السوداني. وتابع: «روسيا قالتها بالصوت العالي: تاني عقوبات على السودان مافي». وأشار إلى مؤازرة دول مثل الصين والهند وماليزيا للسودان، مؤكداً تميّز علاقات الخرطوم مع كل الدول العربية والأفريقية والآسيوية، قبل أن يجزم بأن بلاده ستكون بالمرصاد لسياسات الدول الغربية في المنطقة. وأوضح أن دارفور حالياً خالية من التمرد والحركات المسلحة، مؤكداً أن المتمردين لجأوا إلى جنوب السودان وليبيا ويقاتلون هناك ك»مرتزقة»، مبيناً أن منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ما زالتا تضمان جيوباً لمتمردي «الحركة الشعبية - الشمال»، مشيراً إلى مطالبات قادة التمرد بالحكم الذاتي للمنطقتين وفترة انتقالية على غرار اتفاق السلام في جنوب السودان. وأضاف: «حكم ذاتي مافي وفترة انتقالية مافي ولا وجود لأي قوات مسلحة أخرى»، لافتاً إلى إمكانية التفاوض على مناصب في السلطة وإصدار عفو عام عن المتمردين وترتيبات أمنية لدمج قواتهم بالجيش، متوعداً المتمردين في المنطقتين ودارفور بالحرب حال عدم ركونهم إلى السلام. وأبدى البشير إعجابه بنجاح المرحلة الأولى لاستفتاء دارفور من خلال وصول عدد المسجلين إلى أكثر من 3,5 مليون ناخب، نافياً وجود أي مقاطعة لعمليات التسجيل. وأعلن عن زيارات سيقوم بها إلى ولايات دارفور للوقوف على العمل في الاستفتاء الإداري، مؤكداً أنه لا يمهد لأي انفصال كما يروج البعض. واتهم البشير جهات لم يسمها بالتسويق لانفصال دارفور واتهام الحكومة بالسعي إلى ذلك، مشيراً إلى أن الخيار في الاستفتاء لأهل دارفور وحدهم وليس سواهم. وأعلن أن دارفور آمنة ومستقرة ولن يكون بها مفاوضات مرة أخرى. وأضاف: «نريد إغلاق ملف دارفور نهائياً». ووجّه الرئيس السوداني انتقادات قاسية إلى الإعلام المحلي، معتبراً أن الإعلام وبخاصة الصحف اليومية تنقل صورة سلبية عن السودان وتتسبب بإحباط الشعب السوداني، مع تعمدها نقل أخبار الفساد والجرائم ما رسّخ مفهوماً لدى البعض بأن الخرطوم مدينة إجرام. وأشار إلى أن «العديد من السفراء بخاصة الغربيين يبكون مرتين خلال تكليفهم بالعمل في الخرطوم بسبب أنهم عند قدومهم تكون لديهم صورة سلبية عن السودان والخرطوم، وعندما يودعون يبكون من أجل سماحة وطيبة أهل السودان ومدى الأمن والاستقرار».