سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأبحاث العلمية.. تؤكد خطورة (المخدرات الإلكترونية)..على الصحة النفسية والذهنية والبدنية.. والشباب الأكثر استهدافا من مروجي هذه الآفة الرقمية..! الدوس معلقا على المخدرات الرقمية وتأثيرها على الشباب العربي:
إشارة إلى مانشر في العدد رقم (15848) الصادر يوم الخميس الموافق 18 فبراير ( شباط) 2016م, تحت عنوان (المخدرات الرقمية من أخطر الجرائم التي تواجه العالم لاستهدافها شريحة الشباب).. وذلك على هامش الندوة العلمية التي عقدت في جامعة نايف للعلوم الأمنية حول تأثير هذه الآفة الخطيرة في قالبها الرقمي على سلوك ووعي الشباب العربي.. الخ. وتعليقا على هذه القضية العالمية الخطيرة ومثالبها على الفكر والسلوك والصحة النفسية والذهنية والجسمية, أقول ومن نافلة القول: إنه مع التحولات الاجتماعية والمتغيرات الاقتصادية والتحديات الثقافية الناجمة من التطور التكنولوجي الرهيب، والتقدم التقني السريع, ومع عصر الثورة الرقمية في عالم أصبح فيه كل شيء رقميا وحتى المخدرات أو آفة العصر المرضية، صارت رقمية..!! فالمخدرات الرقمية. وطبقا للمنظمة العربية للمعلومات والاتصالات..عبارة عن (أصوات أو ضربات ثنائية تسمع من قبل الأذنين سوّيةّ.. وتقوم بتغيير نموذج موجات الدماغ، وتؤدي بذلك لاضطراب وعي المستمع في قالبه الرقمي .. كما تفعل المخدرات العادية المختلفة، والمخدرات الرقمية معروف هي أحدث وسائل الإدمان بين بعض البشر تعتمد في تعاطيها الإلكتروني على شكل جرعات موسيقية صاخبة توحي بنشوة التعاطي بين الشباب وتعطيهم إحساسا وهميا بالسعادة غير الدائمة حيث إنها تحدث تأثيرا على الحالة المزاجية والنفسية للشخص الذي يعيش في عالمها الافتراضي تحاكي، وكما يقول العلماء والباحثين المتخصصين.. تأثير بعض المواد المخدرة المعروفة ويتم الاستماع إليها من خلال سماعات الأذن أو مكبرات الصوت وإزاء ذلك التفاعل الرقمي يقوم الدماغ بدمج الإشارتين مما ينتج عنه الإحساس بأمواج صوتية غير مألوفة يعمل الدماغ على توحيد الترددات من الإذنين للوصول إلى مستوى واحد وبالتالي يصبح (كهربائيا) غير مستقر، بل قد يصل إلى إحساس معين يحاكي إحساس أحد أنواع المخدرات العادية، وفي هذا السياق كشفت معطيات أحد الدراسات البحثية أن هذه الممارسة المرضية في قالبها الرقمي والاستماع لفترة طويلة يؤدي إلى العديد من الآثار المرضية، منها الشعور والإحساس المضطرب «سلوكيا وبدنيا وعاطفيا وروحيا وذهنيا».. كالنعاس أو الدوخة أو الارتخاء أو الصراع النفسي والعاطفي من شدة التأثير. كما قد تؤدي هذه الموسيقى الترددية إلى خلق أوهام لدى الشخص المتلقي وتنقله من الوعي إلى حالة اللاوعي..تهدد بفقدان توازنه النفسي والجسدي والوجداني والسلوكي، فضلا عن امتداد تأثيرها على المستمتع والمتعاطي في عالمه الافتراضي بمرور الزمن.. إصابته بالإعاقة العقلية والانعزال الاجتماعي عن العالم الخارجي، والإصابة بالتشنج في العضلات وغيرها من التأثيرات النفسية والاجتماعية والصحية، ولذلك أصبحت هذه المخدرات الإلكترونية تتداول في عالما الافتراضي.. تماما مثل المخدرات العادية المختلفة، وتروج آفاتها المرضية بحثا عن المكاسب المادية من أقصر الطرق، فقد أظهرت الحقائق العلمية والدراسات البحثية إن هناك بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة تقوم بتسويق وترويج وعرض مثل هذا النوع من المخدرات والتي توهم الشباب - وأكرر الشباب - لأنهم الفئة الأكثر استهدافا من مروجي هذه المخدرات وعصاباتها المافية، ببعض الحجج الرخيصة والبراهين الفارغة مثل مايروج عنه في المواقع الفاسدة أن هذا النوع من المخدرات تجلب المتعة والاسترخاء والسعادة، خاصة و أن هذه المواقع تقوم ببث بعض المقاطع الصوتية في قالب موسيقي مجانا لتدافع الشباب واصطياد عقولهم الحماسية واندفاعهم العاطفي إلى خوض التجربة والوقوع في مستنقعها العفن.. ومن ثم يتم بيع الجرعات الأقوى عن طريق دفع عدد من الدولارات، فضلا عن إمكانية الحصول عليها من تطبيق اليوتيوب دون وجود رقابة رسمية على هذه المواقع المدمرة للفكر والعقل والسلوك والقيم, والدين، كونها تستهدف الدماغ وما قد تشكله من حالة نفسية مرضية تدفع لارتكاب الجرائم أو الإقبال على الانتحار، خصوصا و إن بعضها يدفع إلى الاسترخاء ويولد حالة مثيرة سرعان ماتزول وتولد هيجانا عصبيا ونفسيا كثيرا سرعان ما توقعه في دائرة الإدمان والتعاطي في عالمه الافتراضي..!! وأمام الانفتاح الثقافي وتحولاته التكنولوجية وإرهاصاتها.. باتت القضية - وكما يشير خبراء في التجارة الإلكترونية - يمثل أكبر تحدٍ أمام المجتمعات الإنسانية وقوانينها لاتساع آفاق السوق الذي تنتشر فيه هذا النوع من المخدرات الإلكترونية وصعوبة تقييده وضبطه، أي السوق الرقمي، خاصة وحسب الدراسات في هذا الاتجاه أن العالم العربي جاء في المرتبة الثالثة من حيث استخدام هذا النوع من المخدرات الرقمية بعد الآسيويين والأمريكيين.. ومن هذا المنطلق جاء عقد ندوة «المخدرات الرقمية وتأثيرها على الشباب العربي» الذي نظمته مؤخرا بمقر جامعة نايف للعلوم الأمنية بالرياض استشعارا بخطورة المخدرات الرقمية واستشراف مستجداتها وتحدياتها الثقافية التي تهدد أمن وسلامة واستقرار المجتمعات العربية لاسيما في مجال مكافحة المخدرات ومظاهرها المرضية، أخطر الجرائم التي تواجه عالمنا المعاصر وتستهدف عقول الشباب, ولذلك من الأهمية بمكان توعية مجتمعنا الفتي بمخاطرها وآثارها, واتخاذ مزيد من التدابير الوقائية والتنويرية من الجهات المختصة ضد هذا النوع من المخدرات الإلكترونية وثقافتها الوافدة, وتفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية (الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية والدينية والتربوية والأمنية والصروح الأكاديمية) وتكامل اتجاهاتها التربوية، ومنطلقاتها البنائية على نحو يسهم في رفع سقف الوعي التقني والقيمي والمجتمعي والأسري، وتحقيق الأمن الفكري والأخلاقي.. وحماية العقول الشابة من هذه الفيروسات المدمرة للقيم والفكر والسلوك.. من أجل بناء مجتمع حيوي متطور ينهض على أكتاف سواعده الشابة وطاقاته المنتجة الواعدة. باحث أكاديمي - متخصص في القضايا الاجتماعية