سَأمُوتُ في ذاتِ المَساءاتِ التي جاءَتْها صاحِبةُ الرُؤَى وبِذاتِ نَظْراتي إلى ثُقبٍ بذاكرتي يُجمِّعُ من خُيوطِ الرُّوحِ مِسبحةً على كَفٍّ ملِيسٍ ناعمٍ كالعِشقِ كالأملِ المُحَلِّقِ عالياً كما عَرِفتُ من المِساحاتِ التي خَرجتْ إلى عَرَضِ الطريقِ تَرومُ عَرْضَ هوائِها ما أجملُ النَّسَماتِ حين تَهِبُّ من جِهةٍ بها كانت ملامحُها الجميلةُ تَستَغِيثُ من الهَوَى.. ما أجملُ البسماتِ حين تُرفرِفُ الأشواقُ تَدعُوها تُهيئُ نَفْسَها مَن مثلُها سأقولُ حين تنامُ أوردةُ النهارِ على العَراءْ جاءتْ تكِيدُ لنا الأزاهرُ مَرَّةً ومعَ النسيمْ كَيْدُ الفراشاتِ الذي قد كُنتُ يَوماً ذُقْتُهُ كَيْدٌ حَمِيمٌ لاذِعٌ.. فما الذي يَبدو غَرِيباً حِينَ تَشتاقُ العُيونُ لِوَمضِها وتَدسُّني في صَفحَةٍ رَسَمَتْ على أعلَى هَوامِشِها سِهاماً طائِشاتٍ انطَلَقْنَ لكيْ يُصِدنَ القلبَ في أفراحِهِ، أمَّا أنا سأغُوصُ وَحدِيَ في الشَّذَى وسأكتبُ الأشعارَ أرسلُها إلى كُلِّ الذين تَوافدوا بَعدي هنالك ذاتَ ضَوءٍ لا تُضاهِيهِ رَهافةُ بَدرِها ولا تُماليني لِيُزهِرَ في وَرِيديَ مَهرجانُ الشَّوقِ والألحانِ والعَهدِ المُعربدِ في دَمي، سأموتُ مُنتصِباً على بَرقٍ يَشِعُّ بِاعتلائيَ قِمَّةَ التُّفاحِ وناصِيةِ الغُرورْ، سأموتُ في شَجَني ليَملأني التفاؤلُ بالنَّعيمِ وجَنَّةٍ في عَرضِ تَحْنانٍ بَهيٍ زاهِرٍ واحتفاءٍ من تَلاقِينا وما تَرقرَقَ من شُعورْ، لتلِفُّني ذاتُ المَساءاتِ بِثَوبٍ من عِناقْ. الرياض 2015