(القاهرة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ يغادر وفد سعودي من رموز الفن والإعلام والثقافة إلى القاهرة، الليلة، ليشهد حفل دار الأوبرا المصرية، غدا، بإنجازات الموسيقى السعودية، بتكريمها فيلسوف الألحان الإيقاعية الملحن السعودي «طلال»، وهي الليلة التي يحييها الفنانان السعودي عبادي الجوهر، والمصرية آمال ماهر. ويشدو النجم عبادي الجوهر في الحفل بجديد من «طلال» سيكون مفاجأة الحفل، إضافة الأمسية الأوبرالية «سامحني يا حبيبي»، وتشدو المطربة المصرية آمال ماهر بأغنية «باعلن عليها الحب» التي لحنها «طلال» قبل عامين. ما إن أطلت موهبة الملحن «طلال» في بداية الثمانينيات الميلادية، حتى صنعت في الغناء والموسيقى السعودية حياة فنية حديثة مرتبطة بإرث فني فلكلوري كبير تزخر به المملكة. ولعل اختيار نص من إبداعات الشاعر المصري الراحل حسين السيد، ولحن له الموسيقار «طلال»، يعني في حد ذاته تكريما لاسم ذلك الشاعر الأب لكل الفنانين وتاريخه العظيم مع الفن. أما بخصوص الملحن «طلال»، فقد خطا موسيقيا مختلفا كل الاختلاف عن السائد، بدا ذلك واضحا منذ إطلالاته الأولى عام 1982م عندما شغل ساحة الفن بلحنه الأول «يا سعودي يا سعودي»، الذي قدمته المطربة الراحلة «عتاب» التي امتد بها العمل المشترك مع طلال إلى نحو 30 لحنا. وكان لحن «يا سعودي يا سعودي» في مجمله لحنا إيقاعيا حركيا يحمل شجنا خاصا، إلى جانب إيقاعاته وحركيته، كهدية من «طلال» للمنتخب السعودي في تلك الفترة التي حقق فيها أول بطولة قارية 1984م، وهي «بطولة كأس امم آسيا»، وقاد نجاح هذه الأغنية الرياضية «عتاب» إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث سجلتها بالاشتراك مع الراحل طلال مداح (كما أسماه الإعلامي الراحل إبراهيم المرحبي)، في جلسة غنائية خاصة تم تسجيلها لهما في أمريكا بين طلال وعتاب، وهي من الأعمال الفنية الملفتة التي قدمت الجلسات الغنائية المطورة بشكل ملفت، ضامة الكثير من الأعمال التراثية، إلى جانب ألحان «طلال» التي شكلت ما يشبه الثورة الفنية، والتغيير الذي جاء لصالح كثير من فنانينا السعوديين، بل ويأتي من حيث الإبداع والتميز تجاربه المشتركة مع طلال مداح، والتي بلغت نحو 60 عملا غنائيا منذ انطلاقة «طلال» ملحنا واسما فاعلا في الحياة الفنية محليا وعربيا في بداية الثمانينيات الميلادية وإلى أواخر عمر طلال مداح، دون أن ينقطعا عن العمل المشترك في أي موسم أو مناسبة، ولعله يأتي من أبرز الأعمال المشتركة بينهما. من المصادفات أن بداية ظهور شركات الإنتاج الفني في المملكة تزامن مع انطلاقة الملحن «طلال» في تنوعاتها، ويحسب له نشر إيقاع «الخبيتي» منذ أعماله الأولى مثل «يا سعودي»، وبالتالي نشر بين فناني الخليج الذين كان معظمهم لا يعرف هذا الإيقاع ولونه، ومنذ تلحينه لأول «أوبريت» افتتاحي لمهرجان الجنادرية «مولد أمة»، الذي كتب كلماته الأمير سعود بن عبدالله، والذي كان الحدث الأول الذي جمع طلال مداح ومحمد عبده فعليا على المسرح، بعد أن كان قد جمعهما قبل ذلك الراحل الموسيقار سامي إحسان، ولكن في «أوبريتين» إذاعيين من إنتاج الإعلامي أمين قطان. الملحن طلال كان يعد أول من أسس إيقاع «الخبيتي»، وأخرجه من الاستخدامات في الرقصات والألوان الجماعية؛ غناء ورقصا في موطنه الفعلي «طريق المدينة»، أي محافظات ما بين جدةوالمدينةالمنورة في الأغلب. وجاء ذلك بتغييره للسائد، حيث جعل من صف الإيقاعات في «التخت» أو «الأوركسترا الموسيقية» في الحفلات، بلغ عدد عازفي الإيقاعات من 6 إلى 8 عازفين، الأمر الذي غير خارطة النجومية من الأسماء إلى «الأغنية» حيث تحولت النجومية للأغنية وليست للمغني حتى لو صاحب الأغنية من ممتهني العمل الإيقاعي. بمعنى آخر، نستطيع القول إنه صنع النجومية الإيقاعية في مرحلة الثمانينيات لأغنيات كثير من النجوم، أمثال: محمد عبده (33 عملا)، عبادي الجوهر (12 عملا)، عبدالمجيد عبدالله (12 أغنية)، راشد الماجد (20 أغنية)، آمال ماهر (12 عملا)، إضافة إلى: علي عبدالكريم، رابح صقر، سلامة العبدالله، عبدالله الرويشد، ونبيل شعيل، راكان خالد. وفي تعاون «طلال» مع محمد عبده، ظهرت عدة ألبومات وأغنيات، أبرزها: خواف، ليالي نجد، هلا بالطيب الغالي، وحدك، بعلن عليها الحب، وأغنيات «سينجل» مثل «نجمي ونجمك اتفق».