هناك ارتباط وثيق بين عنيزةالمدينة (المسماة باريس نجد) والمفكر والأديب والروائي والمؤرخ والرحالة ورسام الكاريكاتير العالمي أمين الريحاني، فهو الذي أطلق على عنيزة مسمى باريس نجد من خلال جملة كتبها في كتابه «تاريخ نجد» (عنيزة مليكة القصيم.. عنيزة حصن الحرية ومحط رحال أبناء الأمصار.. عنيزة قطب الذوق والأدب .. باريس نجد وهي أجمل من باريس الحقيقية) ومع اعتزاز أهالي وعشاق عنيزة بهذا المسمى، إلا أن الغالبية يجهلون قائلها.. فمن هو أمين الريحاني: هو أمين فارس يوسف البجاني.. أمريكي الجنسية.. لبناني الأصل. يُعد من أكبر دعاة الإصلاح الاجتماعي وعمالقة الفكر العربي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ولد في جبل لبنان عام 1876م.. تُسمى أسرته باسم الريحاني بسبب أن بيتها كان محاطاً بشجرة الريحان.. فعرفوا ببيت الريحاني - انخرط في بداية عمره بمعهد الحقوق بجامعه نيويورك ثم أصبح كاتباً في جريدة الإصلاح اللبنانية. وبدأ في إصدار الكتب وتأليفها عام 1902م . بدأ عام 1922 رحلته إلى البلاد العربية وقابل عدة زعماء عرب أبرزهم الإمام عبد العزيز بن سعود وشريف مكة الحسين بن علي وسلطان قبائل حاشد والإمام يحيى إمام اليمن وأمير الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح وشيخ البحرين أحمد بن عيسى وفيصل الأول ملك العراق. علاقته بالإمام عبد العزيز بن سعود - ارتبط المفكر أمين الريحاني بعلاقة خاصة مع الملك عبد العزيز - يرحمه الله - وجالسه كثيراً.. وقد أهداه الملك عبد العزيز سيفه الخاص.. ومن الكتب التي أصدرها (ابن سعود شعبه وبلاده) وهو كتاب خاص عن المملكة العربية السعودية وشعبها والملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل - يرحمه الله - من أشهر كتبه: تاريخ ملوك العرب، وتاريخ نجد الحديث، وقلب لبنان، وقلب العراق، والمغرب الأقصى، وتاريخ الثورة الفرنسية، وحصل على عدة أوسمة تكريمية عليا أهمها: (وسام الاستحقاق اللبناني الأول - وسام المعارف الأول الإيراني - وسام المعارف الأول المغربي). توفي عام 1940م ودفن في لبنان وقد أُقيم له تمثال نُصب في ساحة الجامعة اللبنانية تكريماً لشخصه وللإرث الفكري والمعرفي الذي أحدثه للأمة العربية وللعالم أجمع حيث ترك الريحاني أدباً وتاريخاً ضخماً بالعديد من المؤلفات باللغة العربية والإنجليزية في عدة مجالات فكرية وأدبية وتاريخية وفنية. ويُعد هو بحق رائد أدباء المهجر العربي بعد جبران خليل جبران.. وللريحاني أولوية كونه أول من كتب الشعر المنثور في الأدب العربي، حيث أصدر ديوان (هتاف الأودية) الذي جميع قصائده من الشعر الحر.. وقد كان الريحاني من أوائل المطالبين بتحرير الشعر العربي من أسر الأوزان والقوافي، وفي سنه 1990 افتتح متحف أمين الريحاني في لبنان في قرية الفريكة مسقط رأسه.. ويضم المتحف كل مقتنيات أمين الريحاني، وحالياً فإن مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة هي الناشر لكل الإرث الفكري والمعرفي للمفكر الكبير أمين الريحاني. عنيزة والريحاني زار أمين الريحاني عنيزة عام 1922 الموافق 1341ه قبل عشر سنوات من إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية ضمن رحلته الشهيرة إلى نجد كانت بداية زيارة إلى عنيزة من جهة الشرق «قرية العوشزية» ضمن رحلته الشهيرة إلى نجد، وفي عنيزة أحل بضيافة أمير عنيزة عبد العزيز بن عبد الله السليم الذي استضافه وأكرمه.. ثم استضافه الوجيه عبد الله خالد السليم.. وقد أُسكن في قصر كان يسكن به الإمام عبد العزيز بن سعود أثناء زيارته إلى عنيزة. والتقى خلال فترة إقامته بعنيزة عدداً من أهالي المدينة.. وزوارها ومن الألقاب التي أطلقها الريحاني على عنيزة مليكة القصيم - حصن الحرية - قطب الذوق والأدب - فباريس نجد.. ويبقى هذا اللقب هو الأشهر والأرسخ في العقول والأذهان.. كما شبّه عنيزة بلؤلؤة في صحن من الدهن، ووصفها بأنها تشبه لوحة فنية للرسام الفرنسي الشهير «أدوار مانيه».