شهد جناح اليمن في مهرجان «الجنادرية 30» حضوراً كثيفاً، فاق المتوقع، وعكس مدى الارتباط الوجداني بين الشعب السعودي والمغترب اليمني، وباليمن أرضاً وإنساناً. وتجسد ذلك من خلال حرص زوار مهرجان الجنادرية على زيارة جناح اليمن الذي يتوسط في القرية التراثية جناحَيْ مصر وبلاد الشام، ويجاور أجنحة شرق آسيا ودول الخليج والسعودية. ويتجسد ذلك أيضاً من خلال حرصهم على الاطلاع على محتوياته من موروث شعبي ومنتج يمني، يعبر عن أصالة وتفرُّد اليمن في محيطه بكثير من الخصائص والمميزات. زوار جناح اليمن الذين تجاوز عددهم خلال ساعات عشرات الآلاف، اكتظت بهم أروقة الجناح ومحيطه، حرصوا خلال زيارتهم لليمن في جناحه الخاص بالمهرجان على البقاء لوقت رغم الأجواء الباردة مستمتعين ببعض الفقرات الإنشادية والغنائية والفلكلور الشعبي اليمني المتميز. فهد محمد أحد زوار المهرجان قال: «وجود جناح خاص لليمن في مهرجان الجنادرية يعكس عمق ومتانة العلاقات الأخوية بين الشعبين اليمني والسعودي قيادة وحكومة وشعباً، التي امتزجت مؤخراً بالدم والمصير المشترك». وأضاف «هي أيضاً رسالة تحمل دلالات عظيمة للداخل اليمني وللعالم بأن اليمن حاضر في وجدان المملكة سياسياً وثقافياً واجتماعياً، وأن الأحداث التي تمر بها اليمن لن تغيّب اليمن عن أهم المشاهد الثقافية في المنطقة». معرباً عن سعادته بمشاركة اليمن لأول مرة في المهرجان، وتميز المشاركة اليمنية والفعاليات. وبدوره، عبّر عبدالقادر الشبيبي أحد المشاركين في جناح اليمن عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، وعن بالغ شكره للمملكة على حسن الاستضافة والتعامل مع المشاركين، وقال: «أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على وقوفه إلى جانب اليمن، وإعلانه عاصفة الحزم، وقيادة تحالف عربي لدعم اليمن والشرعية فيه». مؤكداً أن عاصفة الحزم غيرت معادلات كثيرة على الواقع اليمني، وستكون نتائجها طيبة، وفيها الخير والبركة لليمن أرضاً وإنساناً. داعياً العلي القدير أن يزيل الشر والسوء عن اليمن والسعودية وجميع الأقطار العربية والإسلامية، وأن ينعم على أوطاننا بالأمن والخير. موضحاً أن المهرجان أتاح الفرصة لعكس الصورة الحقيقية لليمن، مبدياً إعجابه ومفاجأته بالحضور الكثيف لزوار المهرجان عموماً، وجناح اليمن على وجه الخصوص. ويقول المشرف العام على جناح اليمن في مهرجان الجنادرية المهندس محمد منيف: «اليمن يشارك لأول مرة في الجنادرية من خلال نحو 25 شركة، تعرض من منتجاتها اليمنية والموروث الشعبي اليمني الأصيل. وقد اشتمل جناح اليمن على منتجات يمنية عديدة، مثل العسل والبهارات والبن والمكسرات والفضيات والعطور والمخلطات العربية». وأضاف «الإقبال الكثيف للجمهور السعودي والمغتربين اليمنيين وزوار المهرجان من الجنسيات المختلفة يحمل دلالة كبيرة وعميقة في محبة الجميع لليمن وشعبه، وتعاطفهم مع قضيته والظروف العصيبة التي يمر بها». مؤكداً أن الجانب السعودي قدّم للمشاركين من اليمن كل التسهيلات والعون، ومكّنهم من المشاركة الفاعلة لتمثيل اليمن في المهرجان بجناح كبير وتميز ملحوظ. موضحاً أن جناح اليمن استطاع خلال الأيام الماضية أن يجتذب زوار المهرجان ورواده من مختلف الجنسيات، وعلى رأسهم المواطن السعودي والمغترب اليمني. وقد نجح الجناح في تحقيق مركز متقدم بين الأجنحة الأخرى، وحظي بتكريم من جهات عدة في المملكة. وأشار منيف إلى أن العديد من الفعاليات الثقافية والفلكلورية والتراثية اليمنية كانت حاضرة ضمن فعاليات المهرجان، التي كان منها الزفة والغناء الصنعاني واللحجي والتهامي وكل الألوان اليمنية.