تجتمع النساء في ساحة القرية، يرتدين ثيابا ملونة، وأغطية رؤوسهن تبدو مختلفة، النساء يتفردن بوضع النباتات العطرية، وتسابق أنفاسهن كل الخطوات، أم مسفر تحمل معها سلة مملوءة بالخبز الذي تعاونت فيه مع بناتها اللاتي أمضين وقتا في صنعه. أم حمود جاءت من البعيد تغذ السير صوب قريتنا، بعد أن تعطلت بهم سيارتهم بالقرب من ذلك المولد الكهربائي الهرم، صالحة الشابة التي اصطف نساء القرية للاحتفاء بها، تمشي بخجل شديد، رجال القرية في السوق يوقدون تحت القدور. العم سعد يمسك بعصي الزير، وينقر بشكل خفيف، البارود جاهز، الرجال في زمر يهبطون باتجاه السوق، النساء هناك يزين صالحة بالحبق والريحان ويهدونها الفضة المصبوبة. أم علي تضع القناع على وجه الفتاة وتشدها نحو صدرها، إحداهن تقول: (إيه يا صالحة، وأصبحت عروسة) تنطلق الزغاريد بشكل متصل ومنفصل ومتداخل، يزفونها بشكل سريع، أم فاطمة تغني بلحن خافت، النساء يرددن، يصفقن، يتراقصن. جوهرة تطرق بيديها الخشنة فوق صفيح وتصدر صوتا مستطابا ، الرجال يزفون فالح ، البارود يلثم المكان، البرد يسافر في الأجساد، صالحة تقترب من منزلها، وسالم ينظر بحسرة إلى الوضع، يغادر الزفاف سريعا، يلم أشياءه، ويرحل صوب الفقد، تزوجت صالحة، أنجبت صالحة، وسالم في كل مجلس، يردد أغنيات الزفاف، ويبكي بحرقة.