قفزت أسعار النفط بنسبة 8 بالمائة لتتجاوز 35 دولارا للبرميل يوم أمس، مسجلة أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع ومبتعدة كثيرا عن أدنى مستوى لها في 12 عاما الذي هوت إليه في وقت سابق هذا الشهر، وسط تنامي التوقعات بأن كبار المنتجين قد يتعاونون لخفض الإنتاج، الذي إذا طُبق سيقلص على الفور فائض الإنتاج العالمي الذي يفوق الطلب بمقدار مليون برميل يوميا. وارتفع النفط نحو 30 بالمائة عن أدنى مستوى منذ عام 2003 الذي سجله في وقت سابق من يناير. وتسارعت المكاسب هذا الأسبوع بفعل تكهنات بأن روسيا و«أوبك» قد تتفقان على خفض الإنتاج. أمام ذلك، قال مندوب خليجي بارز في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أمس، إن السعودية والدول الخليجية الأعضاء بالمنظمة مستعدة للتعاون مع أي إجراء لتحقيق الاستقرار في سوق النفط. وأضاف المندوب «الدول الخليجية في أوبك والسعودية مستعدة للتعاون.. الباب مفتوح وجميع الاحتمالات قائمة.» ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي قالت فيه روسيا: إن السعودية اقترحت خفض الإنتاج العالمي بما يصل إلى 5 بالمائة فيما قد يكون أول اتفاق عالمي في أكثر من عشر سنوات للمساعدة على التخلص من تخمة المعروض ودعم الأسعار المتدنية. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس: إن السعودية اقترحت أن تخفض الدول المنتجة للنفط الإنتاج بما يصل إلى 5 بالمائة وهو ما يمثل نحو 500 ألف برميل يوميا بالنسبة لروسيا أكبر منتج في العالم. وتابع «في الواقع هذه المحددات اقترحت لخفض إنتاج كل بلد بما يصل إلى 5 بالمائة.. هذا موضوع متروك للمناقشات ومن السابق لأوانه الحديث عنه». وأبلغ نوفاك الصحفيين أيضا أنه يوجد اقتراح لاجتماع بين دول «أوبك» ومنتجي النفط غير الأعضاء بالمنظمة على مستوى وزراء النفط، وأن بلاده جاهزة للاجتماع. وقال «توجد أسئلة كثيرة فيما يتعلق بالإشراف على التخفيضات».في المقابل، قالت مصادر في «أوبك»: إن إيران التي تسعى لزيادة صادراتها النفطية بعد رفع العقوبات عنها تتحدث عن حاجتها لاستعادة حصتها السوقية، بما يجعلها تحديا أمام أي اتفاق بين المنتجين لكبح تخمة المعروض. وتسعى إيران لاستعادة مركزها كثاني أكبر منتج في «أوبك» بعد السعودية الذي خسرته في عام 2012 ليحل العراق محلها حين أدت العقوبات المفروضة على طهران بسبب أنشطتها النووية إلى خفض الصادرات، حيث تعمل على زيادة إنتاجها النفطي بواقع 500 ألف برميل يوميا وتعزيز صادراتها، وهي خطة تقول مصادر أخرى في «أوبك» إنها تزيد من صعوبة التوصل لاتفاق عالمي لخفض الإنتاج. وزاد سعر برنت 2.03 دولار إلى 35.13 دولار للبرميل أمس ليرتفع أكثر من 6 بالمائة بعدما صعد 4.1 بالمائة يوم الأربعاء. وبلغ برنت ذروته في الجلسة عند 35.84 دولار للبرميل بزيادة أكثر من 8 بالمائة عن سعر التسوية أمس الأول، مسجلا أعلى مستوى له منذ السادس من يناير. وارتفع سعر الخام الأمريكي 1.82 دولار إلى 34.12 دولارا للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة مرتفعا 85 سنتا أو 2.7 بالمائة.