دعت جمعية حفظ النعمة بمنطقة الرياض إلى ضرورة إعادة صياغة النمط الاستهلاكي للمجتمع السعودي وتحجيم انتشار مظاهر الإسراف الذي أضر كثيرا باقتصاد المملكة خصوصا ما يتعلق بالأمن الغذائي وقال مدير عام الجمعية محمد الطفيلي الزهراني ل«الجزيرة» إن الكثير من أفراد المجتمع السعودي بحاجة ملحة إلى وعي وتثقيف حول أدوات تغيير سلوكيات النمط الاستهلاكي وبعض الأسر أيضا والتي تسرف في عملية جلب الغذاء وإعداد الأطعمة بشكل يفوق حاجتها الاستهلاكية مما يجعلهم يضطرون في نهاية الأمر إلى التخلص منها وإعداد وجلب أغذية جديدة وأضاف: هذا المشهد يتكرر بصورة مأساوية في الولائم حيث نرى مئات الآلاف من الأطباق الغذائية تذهب إلى «الزبالة» شهريا من قصور الأفراح وقاعات المناسبات محذرا من أن التعاطي مع النعمة بهذا الشكل ربما يعجل بزوالها. وشدد الزهراني قائلا بأن الجمعية تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة بحيث لا ينحصر دورها في جمع الأغذية الفائضة وإيصالها للمحتاجين فقط بل يتعدى ذلك إلى توسيع نطاق الوعي بالحفاظ على النعمة من خلال ترشيد الاستهلاك وتغيير النمط الاستهلاكي للمجتمع كما أن دورها التوعوي يجب أن يشمل الحفاظ على جميع النعم التي أنعم الله بها علينا في المملكة، وليس الغذاء فقط فمثلا الماء والكهرباء والأغذية والنفط كلها من النعم، ويجب العمل على الحفاظ عليها وتعزيز الوعي المجتمعي بعدم هدر الموارد والأغذية. وكشف مدير عام الجمعية بأن الفاقد والهدر من الغذاء بالمملكة يقدر ب50 مليار ريال حسب إحصائيات رسمية أعلنت عنها وزارة الزراعة مشيرا إلى أن نحو ثلث الغذاء يهدر. وأضاف الزهراني: هناك بعض الدراسات المحلية تؤكد أن نحو90% من الأطعمة التي تقدم في الأفراح والمناسبات لا يستفاد منها. وحذر الزهراني من الإسراف بتعدد صوره وأشكاله وأنماطه التي علينا جميعاً الحذر منها والحرص على اجتنابها وعدم الوقوع فيها لما يترتب عليها من نتائج مؤسفة ومضار عظيمة حيث قال تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف وجاء في القرآن أيضا (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) وتابع: الجمعية ستسعى بشدة لتحقيق أهدافها معتمدة على ذلك بعد الله على دعم الدولة «أيدها» الله والخيرين من أبناء المملكة ورجال الأعمال والشركات. مؤكدا أن جهود الجمعية تأتي اتداد لجهود الدولة أيدها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» في إرساء قواعد العمل التكافلي والخيري وإشاعة قيم الحفاظ على النعمة بين أفراد المجتمع. وانطلقت جمعية حفظ النعمة بالرياض مطلع العام الهجري لتكون جزءا من المنظومة التي تعالج فائض النعمة بما يحقق استدامتها وسط المجتمع السعودي.