عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعاً مشتركاً مع معالي وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية جون كيري في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض أمس.. وجرى خلال الاجتماع بحث علاقات التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار الشراكة الإستراتيجية القائمة، وما تم التوصل إليه بشأن مسارات التعاون المشترك لمخرجات القمة الخليجية - الأمريكية التي عقدت في مايو 2015م في كامب دييفد، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وقد عقد الجبير والوزير كيري مؤتمراً صحفياً، حيث تحدث الجبير قائلاً: أرحب بالسيد جون كيري في المملكة العربية السعودية، والغرض من هذه الزيارة هي لغرضين الأول الاجتماع بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع.. الهدف الثاني اجتماع مع معاليه ووزراء خارجية دول مجلس التعاون في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين دول المجلس والولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب قمة (كامب ديفد).. وقد تم بحث علاقات دول المجلس مع الولاياتالمتحدة بشكل عام، كما تم بحث ذات الاهتمام بقضايا المنطقة وإيجاد حلاً عادلاً لها. وأضاف الجبير: إنه تم البحث بعمق الدور الإيراني في المنطقة وتدخلاتها في شئونها وكيفية التصدي لها كما تم بحث ما تم التوصل إليه في اجتماعات كامب ديفيد.. وكان الاجتماع مع معاليه يتسم بالوضوح والشفافية والصراحة وتطابق في وجهات النظر في هذا الشأن. كلمة كيري عقب ذلك ألقى معالي وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية السيد جون كيري كلمة قال فيها: نحن نقدر لخادم الحرمين الشريفين جهوده ونتطلع دائماً إلى لقائه.. كما أن هذا الاجتماع الذي يعقد في المملكة مع وزراء خارجية دول الخليج هو واحد من أهم الاجتماعات الهامة التي نناقش فيها العديد من القضايا.. هذا الاجتماع هو لبحث القضايا العاجلة، وقد تمكنا من مناقشة كثير من القضايا وبالتفصيل وخلال وقت ضيق.. وهناك مزيد من المناقشات التي سترجئ عندما التقي مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد وأعضاء لجنة التفاوض السورية التي تعقد اجتماعها في الرياض، ولا سيما قيادات د. رياض حجاب. وأكد كيري بأن الشيء الذي اتفقنا عليه بالاجتماع هي الشراكة ما بين الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ونبقى ملتزمين بما تعهدنا به والمشاركة، ونحن في هذا الاجتماع اتفقنا بسرعة لعقد اجتماع آخر عما قريب للنظر في كافة القضايا، لأننا نرى في ذلك فرصة للتشاور والخيارات من خلال الأحداث التي وقعت خلال الأسابيع الماضية، وكيف نكون مستعدين لها والتعامل مع الأمور بصفة عاجلة.. كما أن في اليمن نواجه التمرد الحوثي والخطر من القاعة وانتشارها في اليمن، كما تم بحث سيادة المملكة على حدودها والدفاع عنها وقد أوضحنا موقفنا من هذه الاعتداءات، بأننا نقف مع أصدقائنا في السعودية ومع التحالف الذي يضم 65 دولة لمحاربة داعش في أي مكان ونعمل مع شركائنا العراقيين للترديب والتعامل مع هذه المنظمات الإرهابية، لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها داعش وتحريرها.. مشيراً إلى أنه على مدى الأشهر القادمة سوف نحقق مكاسب جيدة ضد داعش ليس فقط في العراق، ولكن في سوريا. كما تحدث كيري بأنه تمت مناقشة موضوع إيران.. وتخوفات دول مجلس التعاون من التحركات الإيرانية ونحن نتفهم تلك التخوفات، وقد تم التوقيع على هذه الاتفاقيات بين إيران والدول 5 +1 وهناك دعم لهذه الاتفاقيات وآلية تنفيذها بالكامل خاصة التخلص من الأسلحة النووية في المنطقة.. وهذا الموضوع له أولوية هامة وإستراتيجية لنا؛ نحن لا زلنا قلقين والولاياتالمتحدةالأمريكية قلقة من النشاطات التي تقوم بها إيران، والتدخل في شئون الدول الأخرى.. ومن الواضح أننا عبّرنا عن سخطنا لدعم المنظمات الإرهابية مثل حزب الله وموضوع إطلاق الصواريخ البالستية. وقال كيري: إننا وضعنا في هذا الاجتماع خطوات مهمة فيما يتعلق بعلاقة أمريكا مع دول المجلس.. وأشار كيري إلى أنه فيما يتعلق بسوريا فإن هناك مبادرات خلال اليومين القادمين وبإمكاننا إطلاق هذه المحادثات بين الأطراف السورية.. وهناك اجتماع (لديمستورة) مع المبعوث الدولي مع قادة المعارضة لإجراء محادثات جنيف ووضع خطة عمل بموجب قرارات الأممالمتحدة بشأن سوريا.. وقد اتفقنا بأن مجموعة الدعم لسوريا سوف تعقد اجتماعها قريباً لأننا نريد أن ندفع بالعملية السلمية إلى الأمام وأن نختبر تماماً الالتزام بهذه المبادئ وقرارات الأمم وعملية التحول والمجلس الانتقالي في الحكم في سوريا.. وأقول: إننا لا نزال قلقين جداً للعنف في سوريا والهجرة للسكان وهروبهم إلى المناطق المجاورة وما يجري في سوريا سوف يحرق البلد.. وهؤلاء الذين لا ذنب لهم في سوريا هم يتطلعون إلى الحرية والبقاء في بلدهم لقد شاهدنا صوراً بشعة في مضايا؛ هناك 40 ألف شخص يعانون من المآسي والجوع والقتال.. تدمر المدارس وتقتل النساء والرجال.. وهناك حاجة ملحة لإيقاف العنف في سوريا.. ونحن ننظر إلى محادثات جنيف بجدية جداً ونعول عليها كثيراً.. وهذا هو محور النقاش الذي دار بيننا وبين وزراء خاردية دول المجلس وسوف نطلع خادم الحرمين الشريفين على ذلك. واختتم كيري كلمته قائلاً: لسنا متوهمين أنا والوزراء في دول المجلس بأن العقوبات لا زالت قائمة.. ولكننا نسعى للحل الذي يخلص البلدين من هذه المحنة التي حلت بالشعب.. وهناك انقسامات حادة في المجتمع الدولي فيما يتعلق بمستقبل الأسد ولكننا واضحون في مواقفنا من أول.. وأكد كيري بأن الحرب لا تنتهي إلا بنهاية هذه المليشيات.. وأن يختار الشعب السوري من يحكمهم ويحقق تطلعاتهم ومستقبلهم. كلمة الجبير وحول سؤال للوزير الجبير عن التقارب بين إيرانوأمريكا من خلال إطلاق سراح العسكريين الأمريكان في إيران.. ردّ الجبير: لا أرى بأن هذا التقارب بين إيرانوأمريكا هو مخيف.. إيران لا تزال هي الراعي الأول للإرهاب.. والمنظمات الإرهابية لا تزال مدرجة في قوائم الدول والأممالمتحدة وهناك أشخاص مدرجون في هذه القوائم.. وهناك أشخاص مطلوبون أيضاً إيرانيون مطلوبون للعدالة بسبب ضلوعهم في الإرهاب، هم لا يحق لهم السماح باستخدام السلاح لأنهم دولة لا تعمل بالقانون. وأشار الجبير إلى أن على إيران أن تنفذ الاتفاقية النووية وإذا لم تنفذها فإن الدول الراعية لهذه الاتفاقية هي المسؤولة عن هذه الاتفاقية وهذه التصرفات وما تقوم به في المنطقة، مؤكداً بأن أمريكا سوف تعمل وتدافع عن حلفائها في دول الخليج ودحر مثل هذه النشاطات، وأمريكا تعلم ماهية حكومة إيران ونحن نعمل مع أمريكا في مجال المعلومات بشأن أمن الخليج في المجالات الدفاعية.. مشيراً إلى أننا متفقون جميعاً على إزالة بشار من سوريا.. ونحن نعمل مع الولاياتالمتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ونعمل معهم في تحقيق الاستقرار في ليبيا، والصراع العربي الإسرائيلي، ونحن نعمل على محاربة أعمال إيران في المنطقة.. وقال الوزير كيري: إن الرئيس أوباما مهتم وحريص على إزالة الأمور النووية ومنع أي خطر يهدد الدول وعدم تغذية الحروب والصراعات نحو التسلح ولدينا القدرة من على منع مثل هذا التسلح وطمأنة دول المجلس والمخاوف التي عند السعودية، ولهذه الدول الحق من التخوف خاصة أن إيران تقول بأن لديها 80 ألف صاروخ وما هي حاجتها لكل هذه الصواريخ وهذه الصواريخ تدعم بها إيراندمشق وهذه هي مخاوف نتشاطرها جميعاً مع السعودية ودول الخليج. بطبيعة الحال مكون السلاح ومكون حقوق الإنسان ورعاية الإرهاب من جانب الحكومة هذه الأمور هي جزء من العقوبات التي لا زالت مفروضة على إيران.. نريد أن نرى معالجة لهذه القضايا.. وهناك فرصة لإيران لتحسين صورتها والقيام بعلاقات حسنة مع الدول بعيداً عن هذه الأنشطة.. نحن نتوافق مع تصريحات روحاني والسعودية ترغب بذلك وأن هناك إمكانية لمثل هذا التحول من الواضح بأن هذا الأمر سوف نكتشفه ونراقبه ونقرر بشأن ما سنعمل عليه. وحول المفاوضات السورية، قال كيري من الجولة الأولى من المحادثات سوف نركز عليها على إزالة ومعالجة التخوفات، صحيح هناك بعض التوتر، ولكننا سوف نناقش هذه العوامل لدفع العلمية التفاوضية للأمام.. تبنى دستور جديد وانتقال للسلطة وانتخابات ووقف لإطلاق النار.. وهذه مواقف لم تتغير ونحن ملتزمون بها. وحول سؤال للوزير كيري حول وجود تعهدات مكتوبة لدول الخليج حول تطمينها حول علاقة أمريكاوإيران.. أجاب لدينا اتفاقيات مكتوبة مع كل دولة ومجلس التعاون الخليج، ولدينا قواعد عسكرية في بعض الدول لدينا صفقات أسلحة ولدينا أعمال تدريب، وهناك تبادل معلومات استخبارية وعلاقات أمنية كاملة مع هذه الدول.. وهناك نظام الدفاع الصاروخي.. وهناك مجموعات عمل تعمل على هذه الاتفاقيات وهي اتفاقيات مكتوبة ومذكرات تفاهم. ودعني أؤكد متانة العلاقة مع دول الخليج فهي مبنية على أساس المصالح المشتركة وتفاعل متبادل بين أمريكا والدول الخليجية وسوف تقف أمريكا مع هذه الدول لأي تهديد خارجي وسوف ندافع عنها إذا تطلب الأمر. وحول سؤال عن نشر إيران 200 ألف جواسيس في الدول العربية الإسلامية رد الجبير قائلاً: نحن نعرف ألاعيب إيران والمملكة والدول العربية سوف تدافع عن أراضيها وسنعمل مع أشقائنا وأصدقائنا في العالم العربي والإسلامي لافشال مثل هذه المؤامرات.. ولكننا في نفس الوقت لا نعلم عن صحة مثل هذه الأقاويل والإعداد. وكان أصحاب السمو والمعالي الوزراء قد دخلوا إلى الرياض وهم معالي الأستاذ يوسف بن علوي بن عبدالله سفير عمان وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومعالي الشيخ صباح بن خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت، ووزير خارجية دولة قطر الدكتور خالد بن محمد العطية، ومعالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين. كما وصل في وقت سابق اليوم معالي وزير الخارجية بالولاياتالمتحدةالأمريكية جون كيري.. وكان في استقبالهم بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل ابن أحمد الجبير، ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ووكيل وزارة الخارجية لشئون المراسم عزام القين، وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى المملكة وقائد قاعدة الملك سلمان الجوية اللواء طيار ركن خالد بن فهد الروضان، ومندوب عن المراسم الملكية.