سالت دموع المحبين على فراق الفقيد عبد الله بن محمد الخليفي (أبو عهود) رحمه الله، وبكته كل القلوب حزناً ولوعة على فراقه، فقد كان الراحل عن دنيانا نقياً بكل ما تحمله كلمة النقاء من معني، وكان طيب القلب بكل ما تحمله الطيبة من بياض القلوب، لقد عرفت الفقيد غفر الله له منذ صغرنا، حيث كان منزلهم قريباً من منزلنا أيام الزمن الجميل في مساكننا في الحي البسيط، وقد حمل من خصال ذلك الزمن الكثير من المعاني الجميلة والنقية عبر حياته التي عاشها بكل الحب للناس فلا يحمل كرهاً ولا يعرف حسداً، وهكذا كانت أسرته وطبائع إخوته، عرفت شقيقه سليمان عندما كنا في المرحلة الابتدائية فكان الشقيقان يحملان نفس الطيبة والعفوية، أما شقيقه يوسف الخليفي المصور المبدع ونجم التصوير في مناسبات عنيزة، فقد عرفته أخيراً حيث تجمعنا المناسبات الصحفية وهو يحمل نفس الخصال الحميدة والطيبة والنقاء، لقد عمل الفقيد أبو عهود - رحمه الله - في المؤسسة العامة للبريد قبل أن تتحول إلى المؤسسة العامة، حيث كانت تحت مسمى وزارة البرق والبريد والهاتف، وعايش النقلات الجميلة والتطويرية للبريد وقد أحبه زملاؤه في العمل لإخلاصه وتفانيه في عمله وتضحياته الكبيرة من أجل زملائه، ولا تزال ذاكرة محبيه وزملائه رغم تقاعده عن العمل، تتذكر مواقفه الجميلة.. غادر أبو عهود عبد الله الخليفي - رحمه الله - الحياة مودعاً من كل المحبين، بعد أن عايش الكثير من الآلام والأوجاع وتنقل بين المصحات والمستشفيات بحثاً عن علاج يطفئ تلك الأوجاع المبرحة، ها هو أبو عهود يرحل عن دنيانا تاركاً خلفه أمة جامعة تدعو له وابنته الوحيدة التي ترفع وأسرتها أكف الضراعة إلى الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، ها هو الفقيد يودع الحياة بعد صبر ومصابرة على مراحل علاجه التي مر بها وتنقلات متعبه ومعاناة كبيرة في ظل البحث المرير عن الأدوية المعالجة والمهدئة لكل آلامه وأوجاعه.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما أصابه تكفيراً للذنوب والسيئات ورفعة لدرجاته، وأسأله تعالي أن يلهم أهله وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.