دارت الدائرة على الأندية، وألقت الأزمات المادية بأثقالها قبل ظلالها على التسجيل في الفترة الشتوية التي أُغلِقَت أبوابها في الدقيقة الأخيرة من يوم الثلاثاء الماضي، فشلت الأندية في إبرام صفقات جديدة مدوية كما كان يحدث في مثل هذه الفترة في السنوات الأخيرة، لم يعد هناك سباق ولا عقود ولا ملايين تتبعثر هنا وهناك، لم تعد هناك مطالب جماهيرية بالتعاقد مع اللاعب الفلاني، وكسر شوكة المنافس بخطف اللاعب الفلاني، عادت اللعبة كما كانت قبل عقد ونيف من الزمان، وبدا أن الأندية قد تورطت أو تعلمت أو ملت - سمه ما شئت - بعد الديون وسوالف القروض، وان إداراتها لم تعد مستعدة لمزيد الصرف، خاصة في ظل شح منابع الاستثمار والدعم الشرفي الذي نضب ولم يعد ما يجود به كافياً للتعاقد مع لاعب واحد، واحد فقط!! فترة التسجيل الشتوية كشفت واقع الأندية المالي، وما حذر منه المتابعون قبل سنوات وسط سخرية بعضهم وترديدهم عبارات تحد ضد كل من حذرهم من الصرف المبالغ فيه، وقع فعلاً، ولأن شر البلية ما يضحك فإن معظم ما تم صرفه من ملايين في السنوات الأخيرة في عدد من الأندية لم يحقق أي عائد في النهاية، واللاعبون الذين تم ضخ الملايين في أرصدتهم مجرد عالات على فرقهم تريد تصريفهم ولا تستطيع ذلك!! والإداريون الذين كانوا يعقدون الصفقات ويطلقون عبارات التحدي أصبحوا غير مرغوب بهم...هناك من رحل فعلاً، وهناك من ينتظر، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح!! اللحظة الأخيرة في فترة التسجيل التي أغلقت بنهاية يوم 18/1/2016م كانت لحظة مفصلية من وجهة نظري في تاريخ الاحتراف في الأندية السعودية، أعلنت وبكل وضوح وشفافية حال الأندية والمركز المالي لكل منها، ووضعت حداً لصفقات لا قيمة فنية ولا حساب ماليا حقيقيا لها... كانت مجرد فترة سباق ممل... ذهبت معه ملايين وانتهت من خلاله مواهب... أما حال الرياضة والنتائج إن للأندية أو للمنتخبات فهو من سيئ إلى أسوأ ولا أحد يستطيع قول غير ذلك!! لماذا يرحل اتحاد الكرة؟؟ لست في صف المطالبين برحيل اتحاد الكرة هذه الأيام، فما من هذا الرحيل المبكر فائدة، وكلها (كم شهر) و(تعدي) ويرحل هذا الاتحاد الذي اتفق الغالبية على أنه لم يقدم أي إضافة لكرة القدم السعودية، ولو جعلنا الوعود التي أطلقها رئيس الاتحاد في حملته الانتخابية معيارا لتقييم عمل الاتحاد لتكشف للمقيم كل شيء وأدرك ان الوعود شيء وأن العمل وتحقيق هذه الوعود شيء آخر!! المهم في تجربة اتحاد كرة القدم الحالي أن نتعلم ونستفيد ولا نكرر أخطاءنا... هل أخطأنا في الترشيح؟ هل أخطأنا في اختيار أعضاء الاتحاد؟ هل وهل وهل من الأسئلة التي تكفي إجاباتها لرسم خريطة عمل للفريق الجديد الذي ينتظر ان يدير كرة القدم السعودية مستقبلاً. قرأت عن نية عدة أسماء للترشح لرئاسة اتحاد الكرة، وأعتقد أن معظم هذه الأسماء ومن خلال دراسة تجربتها مع كرة القدم السعودية لن تحقق التغيير المطلوب ولا الإضافة المنشودة، كما أتمنى ويشاركني كثيرون أن يبتعد كل الأعضاء الحاليين في الاتحاد عن الترشح في الفترة المقبلة، فقد قدموا كل ما لديهم ومن الأفضل أن يعطوا الآخرين فرصة لتقديم ما لديهم، ولا أدري لم يتشبث بعضهم بالكرسي من منصب لمنصب وكأنه المناصب حكر عليه وحده!! المنتخب الأولمبي... فشلنا!!! لدينا دوري أولمبي قوي، لكن اتحاد الكرة آثر أن يشارك في البطولة الآسيوية تحت 23 سنة بلاعبين من الدوري الممتاز، لا أدري هل هي عدم ثقة بلاعبي الدوري الأولمبي، أو رغبة من اتحاد الكرة بالمشاركة بلاعبين يملكون بعض الخبرة من أجل تحقيق لقب يحفظ ماء وجه الاتحاد الذي يقود المنتخبات من إخفاق إلى إخفاق!! المنتخب الأولمبي مثله مثل المنتخب الأول خرج من البطولة الآسيوية من الدور الأول وبمستوى ضعيف، وهنا مع المنتخب الأولمبي لم نستفد من المشاركة في اكتشاف لاعبين جدد يعول عليهم في المستقبل، ولم نستطع بلاعبين يلعبون في دوري قوي المنافسة على اللقب، في تأكيد على أن معاناة الكرة السعودية مستمرة وأن الجرح النازف مازال يخسر المزيد والمزيد ، وأحداً لا يعلم إلى أي حين ولا إلى أي طريق يقود اتحاد الكرة المنتخبات السعودية!! مجموعة سهلة... ثم نواجه اليابان التي لعبت دون عدد من أهم لاعبيها بعد ضمانها التأهل ومع ذلك نعجز عن فعل شيء.. وماذا سنفعل أصلاً بمنتخب يقوده هذا الاتحاد، وبلاعبين يبستم بعضهم والكرة تهز شباك الأخضر، ولاعب يكتفي بوضع لاعبيه في خاصرته لمشاهدة الحدث وكأن الأمر لا يعنيه!! لم أكن أتوقع أن يذهب المنتخب بعيداً في البطولة...غير أنني لم أتوقع أن نخرج بهذا الشكل وبهذا المنتخب الضعيف الذي كنا نؤمل أن يكون نواة المنتخب الأول في المستقبل..لكنه عجز حتى صعود الدرجة الأولى من سلم سهل... وسهل للغاية. مراحل... مراحل . سنسجل أصبحت سنسدد، وكسب صوت الجمهور بالصفقات تحول إلى كسبهم بسداد جزء من الديون، وسد العجز بلاعبين من أندية أخرى بالملايين تحول إلى تصعيد لاعبين أولمبيين للفريق الأول أو إعادة لاعبين سبق الاستغناء عنهم...الدنيا (دوارة)!! . الرؤساء الذين ورطوا الأندية بالديون لماذا لا تكون لهم بصمة في سدادها؟ . من يدري فربما كان العجز عن الصفقات ولاعبي الملايين فرصة لأبناء النادي وإعادة الفرص التي غابت عنهم سنوات طوالا. . السمسار في أي مجال يبحث عن مصلحته وما يزيد أرباحه ولن يقنع أحداً بغير ذلك حتى لو أظهر الإخلاص والحب والانتماء لأي طرف!! . العجيب أن بعض السماسرة يطالبون أندية بعينها بمستحقاتهم تحت السطور.. وفوق السطور يكتبون عبارات الإخلاص لها!! . في السابق كانت الأندية تضم لاعبين ليست بحاجة لهم.. واليوم عجزت عن ضم لاعبين هي في عز الحاجة لهم!!